رغم هيمنة التشريع الإسلامي في مغرب ما قبل الحماية، وبخلاف ما يُعتقد، فإن اليهود المغاربة لم يخضعوا لهذا التشريع .يقول محمد الحبيب الفاسي الفهري، في كتابه عن “مسار القضاء المغربي“، إن المغاربة اليهود تمتعوا باستقلال ذاتي كامل فيما يخص ممارسة ديانتهم، ولم يكونوا بالتالي يخضعون لحكم قاضي المسلمين .وكانت لديهم محاكم عبرية تنظر في القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية لليهود، وكانت اختصاصاتها تمتد إلى القضايا المدنية والتجارية عندما تنتمي الأطراف المتنازعة كلها للديانة اليهودية .كما أن «القاضي العبري (الدجان) يمارس كالقاضي الشرعي مهماته بالحسم في المنازعات أو بإصلاح ذات البين، بين الأطراف بمساعدة عدلين (سوفريم)، اللذين كانا يقومان بمهام التوثيق بتنسيق مع كتابة الضبط».
في الأكشاك
