لم تشغل مدينة سيدي إفني، أبدا، المخيال الجماعي الإسباني كما شغلته الثغور الإسبانية على البحر الأبيض المتوسط. ربما أن قرب مدينتي سبتة ومليلية من سواحل شبه الجزيرة الإيبرية شغل الإسبان أقل بمدينة تقع بعيدا على جنوب المحيط الأطلسي، علما أنها سقطت تحت الاحتلال الإسباني، لأول مرة، في عام 1496، وأصبحت تحمل اسم “سانتا كرو دو لا مار”، قبل أن يستردها الوطاسيون في عام 1524. لكن لأن تلك المرسى كانت تثير، دائما، الحنين. عاد الإسبان للاستحواذ عليها بعد انتصارهم في حرب تطوان في عام 1860. ومنذئذ، التصقت مدريد بسيدي إفني كما تعلق مخلفات البحر بالصخور.
غير أن مع استقلال المملكة الوشيك، رفع المغاربة من سقف مطالبهم باسترجاع المدينة. وأمام رفض الجنرال فرانكو، الحاكم القوي في إسبانيا، تحرك جيش التحرير الوطني لخوض عملية عسكرية في عام 1957. لم ينقص العملية، التي انخرطت فيها قبائل أيت باعمران، التحلي بالشجاعة، لكن مآلها كان الفشل. في غضون ذلك، تدخلت منظمة الأمم المتحدة لحسم القضية، فيما حاولت مدريد ربح مزيد من الوقت، قبل أن تضطر للتفاوض، والتوقيع على اتفاقية فاس، في عام 1969، التي تنهي زمن السيادة الإسبانية.
أي نتيجة
View All Result