اعتمد سلاطين مغاربة، لترسيخ وتقوية حكمهم، على قوات تتألف أساسا من القبائل، فيما حاول بعضهم تأسيس جيش أكثر احترافية.
«مبنى الملك على أساسين لا بد منهما. فالأول الشوكة والعصبية، وهو المعبر عنه بالجند. والثاني المال الذي هو قوام أولئك الجند وإقامة ما يحتاج إليه الملك من أحوال»، كما قال ابن خلدون في مقدمته. ذلك أن الجيش يوجد، دائما، في صلب العملية السياسية، فهو الرافعة، وهو المحفز أيضا. على مر قرون، شكلت الخلية القبلية، بعصبيتها، العنصر الأساس في السلالات الأمازيغية التي حكمت المغرب. غير أن هذه البنية عرفت تغييرا على عهد السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي، الذي عمل على القطع مع الماضي، من خلال تشكيل جيش سلطاني، لم يكن ضمنه المغاربة، بل مشكلا بالأساس من الأجانب. حاول المنصور الذهبي استلهام النموذج الانكشاري، الذي أثار إعجابه أثناء منفاه الطويل، رفقة شقيقه عبد الملك، في مدينة إسطنبول التركية. هكذا، عمد المنصور إلى تشكيل جيش النار من فرقتين، الأولى تكونت من طرف الموريسكيين تحت قيادة الباشا جودر الذي قاد الحملة المغربية إلى بلاد السودان، بينما تشكلت الفرقة الثانية من العلوج. بالموازاة مع تشكيل هذا الجيش السلطاني، حافظ أحمد المنصور على مجموعة صغيرة من جيش القبائل، مشكلة، أساسا، من قبائل سوس وشراكَة. كما حافظ على حرس مقرب، مثلما كانت العادة جارية عند العثمانيين، من “الصبايحية”. وقد عرفت هذه الكلمة.
حسن أوريد
تتمة الملف تجدونها في العدد 51 من مجلتكم «زمان»