ينتمي ابن الصباح إلى فئة تعرف بـ”المدجنين”، أسقط عليها الفقهاء القيام بفريضة الحج، غير أنه شذ عن القاعدة واتجه إلى الديار المقدسة في رحلة استغرقت عقدين من الزمن، ذهابا وإيابا.
رحلة ابن الصباح عبد لله الأندلسي من صنف الرحالات الحجية، التي الغرض منها أداء مناسك الحج أساسا، لكنها تختلف عنها كون صاحبها انطلق من مجال أندلسي لم يعد تابعا لحكم المسلمين بعدما سقط في أيدي النصارى. فهو إذن من فئة اجتماعية أُطلق عليها تاريخيا بـ”المدجنين”، وهي فئة أسقط عليها الفقهاء القيام بفريضة الحج لعدم توفر شرط الاستطاعة.
عيوب ونقائص
لا نعرف عن ابن الصباح إلا ما جاء في ثنايا رحلته، بعدما سكتت عن التعريف به كتب التراجم وغيرها، لكونه ليس من “نخبة” المجتمع. كل ما نعلمه أنه كان من أصول يمنية، يتباهى بها، فهو عبد لله بن الصباح الأصبحي من قبيلة عربية قحطانية هي قبيلة الصباحيين اليمنية، دخلت الأندلس عند فتحها في نهاية القرن 1هـ/ 7م، ولم يترك مناسبة دون التنويه بأمجادها وبطولاتها. كما نجهل المدينة التي كان يقيم بها والتي انطلق منها في رحلته، والمرجح أنها في شرق الأندلس دون تحديد.
تُعرف رحلة ابن الصباح، التي فقد نصها الأصلي، بعناوين ثلاث، وفق ما انتهى إليه محققوها ودارسوها، فقد وسمت بـ”منشاب الأخبار وتذكرة الأخيار”، وعرفت بـ”أنساب الأخبار وتذكرة الأخيار”، وسميت أيضا بـ”نسبة الأخبار وتذكرة الأخيار”. وقد دونت هذه الرحلة في زمن غير معروف بدقة، سوى ما كان من ذكر صاحبها أنه ألفها بين الستين والسبعين من عمره. كما أن مكان تأليفها مجهول بدوره، وإن كان يرجح أنه تم في بلاده بعد عودته إليها.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 66 من مجلتكم «زمان»