في نهاية الستينات، قرر الملك الحسن الثاني إحداث وزارة تعنى بالشأن الثقافي في ظرف كان يعرف بحالة الاستثناء. ورغم هذا التأخر، أي 13سنة بعد الاستقلال، إلا أن الثقافة عرفت تطورا على مستوى المفهوم والممارسة، وكان الصراع حولها متعدد الأطراف.
شهد المغرب بعد استقلاله مرحلة جديدة تطلبت منه تحديد أولوياته واختياراته السياسية والاقتصادية . وإذا تتبعنا طبيعة عمل الحكومات الأولى للاستقلال ما بين 1955 و1960، نجد أن عملها ظل محكوما بالصراعات السياسية ما بين الجهة الحاكمة (القصر) وبين الراغبة في الحكم (الأحزاب)، وكان لكل طرف توجهاته وقناعاته، الشيء الذي أثر في طرق تدبير البلاد. في خضم هذه الظروف، يمكن لنا أن نتساءل: أين موقع الثقافة من تلك الصراعات؟ إن هذا السؤال يمتد إلى أبعد من ذلك؛ بحيث نطرح أسئلة من قبيل: ما مفهوم الثقافة بعد الاستقلال لدى النخب العالمة والسياسية؟ لماذا تأخرت الدولة في إحداث وزارة للثقافة بعد 13 عاما من الاستقلال؟ كيف تم توظيف الثقافة في السياسة والعكس بالعكس خلال العقد الأول؟ ما هي السياسة الثقافية في برامج الحكومات وفي برامج الأحزاب كذلك؟.. إلخ.
يبدو أنها مجموعة من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة وتوضيحات. لكن قبل ذلك، تجدر الإشارة أو بالأحرى التساؤل: لماذا تكاد تندر المراجع والكتابات عن التاريخ الثقافي للمغرب؟ فقد ركزت معظم الكتابات والأطاريح عن المغرب المستقل على معالجة الإشكالات السياسية والاجتماعية والبنيوية عموما.. لكنها، في الغالب، لم تفرد موضوعاتها للحصيلة الثقافية منذ الاستقلال إلى غاية زمننا الحاضر!
يجب الاعتراف أنه من الصعب الإحاطة، في مقالة، بالجوانب التي حوتها الثقافة: في الرواية والشعر والمسرح والسينما والفنون الشعبية.. لكن سنحاول على الأقل التطرق إلى المخاضات الأولى التي خاضتها الثقافة والمثقفون في مجال الكتابة والنشر، منذ الاستقلال وصولا إلى إحداث وزارة تعنى بشؤونها سنة .1968
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 129 من مجلتكم «زمان»