لوحظ في العقود الأخيرة تراجع نسبة الخصوبة لدى الأسر المغربية. وبتتبع هذه الظاهرة، نجد أن السلوك الإنجابي مرتبط بوضعية المرأة والظروف الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، وأيضا بالمعتقدات وأنماط التدين المغربي. هنا نتتبع مؤشرات الخصوبة بين الماضي والحاضر.
في نهاية سنة ،2024 أصدرت المندوبية السامية للتخطيط نتائجها بشأن السكان القانونيين بالمغرب، والذي تجريه كل عقد من الزمن .ومن بين ما قدمته، أن عدد السكان ارتفع في العشر سنوات الأخيرة بمعدل سنوي متوسط قدره ،0.85% وهو أقل من المعدل المسجل عن العقد الذي سبقه. ارتفعت أعداد المغاربة في سنة 2024 عن سنة 2014 وعن ،2004 لكن رغم هذا الارتفاع وفي خضمه، فقد تراجع مؤشر السلوك الإنجابي لدى المغاربة، وسجلت الأرقام استمرار تراجع مؤشر الخصوبة حسب التقرير الرسمي؛ إذ لم تعد كل امرأة تصل إلى طفلين أو تتجاوزهما، مما يشكل، حسب الباحثين في الديموغرافيا، “خللا“ فيما يخص تعويض الأجيال. هذا الإشكال السلوكي كما يسميه الباحثون، يحفزنا للتساؤل عن “مستويات” الخصوبة عند المغاربة عبر التاريخ، بصيغة أخرى رغبة الأسرة المغربية في الإنجاب.
إذن لنلقي نظرة على معدلات الخصوبة في المجتمع المغربي منذ العصر الوسيط، وصولا إلى عهد الاستقلال حيث يمكن تتبع الموضوع بالأرقام. تندر الدراسات التي تتبع الخصوبة في المجتمع المغربي المبكر، وقد اهتمت إحداها بالسلوك الإنجابي لدى المغاربة خلال العصر الوسيط، وهي دراسة للمؤرخ محماد لطيف عن الخصوبة في العصر المريني. ذكر هذا الباحث أنه على ضوء اهتمام المجتمع بالزواج، أضحى الحصول على الولد أحد أهم بواعثه وغاياته، «وأصبح الاقتران بالمرأة الولود على رأس معايير اختيار الزوجة».
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 136 من مجلتكم «زمان»