منذ وقوع أحداث 16 ماي واعتقال المتورطين فيها، لم تنفك التهديدات الإرهابية تتربص بالمغرب وبمؤسساته. وقد كشفت الأرقام الأمنية أنه خلال العقدين الأخيرين تم تفكيك أزيد من مئاتي خلية إرهابية. هذه أبرز المعطيات حول تلك الخلايا.
تطبع ذاكرة المغاربة الراهنة أحداث السادس عشر من ماي 2003 بشكل لا يمكن نسيانه أو تجاوزه. ففي الوقت الذي كان يعتقد الكثيرون أن المغربي لن يصل إلى درجة تفجير نفسه تبعا لمعتقداته الدينية، وأن تفجيرات الدار البيضاء «ربما زلة وخطأ لن يتكرر»، فوجئ الجميع بتناسل التهديدات والتفجيرات الإرهابية في السنوات اللاحقة. سنعرض في هذا المقال لتطور الخلايا الإرهابية التي تناسلت، وظلت نشيطة على امتداد عشرين سنة الماضية، وكذلك المعطيات الأمنية حول مخططات كانت بصدد تنفيذها.
إن المتتبع للشأن الديني بالمغرب، وبالخصوص لشؤون الحركات الجهادية، سيلاحظ أن هناك سياقا سابقا للعمليات الإرهابية لسنة 2003؛ إذ وبغض النظر عن القابلية الفكرية والموجة الجهادية التي اجتاحت العالم الإسلامي منذ الثمانينات والتسعينات، فإن التخطيط لاستهداف المغرب بدأ في الفترة التي تلت أحداث 11 شتنبر في الولايات المتحدة الأمريكية .إذ ظهرت خلايا جهادية عزمت وخططت لضرب مواقع محددة بالمغرب، واستهداف شخصيات معينة في أجهزة الدولة، ولهذا نجد الجهات الأمنية باشرت حملة اعتقالاتها مبكرا قبل حدوث 16 ماي بشهور عديدة.
وردت معلومات دقيقة عن هاته الخلايا التي كانت نشيطة قبيل 16 ماي، في “الكتاب الأبيض عن الإرهاب في المغرب“، الذي يعرض تفاصيل مخططاتهم وارتباطاتهم بالسياقات التي مهدت لتفجيرات الدار البيضاء. من أبرز الخلايا، حسب الكتاب، خلايا «أمراء الدم» المتشابكة، التي نشط أعضاؤها في كل من الدار البيضاء وسلا والناظور وطنجة، بزعامة يوسف فكري. وبعد اعتقال 27 من أعضائها من طرف الأجهزة الأمنية في يونيو من سنة ،2002 تبين أن الخلية قامت بأربع اغتيالات استهدفت بالأساس شخصيات أمنية وعسكرية، وأزيد من 160 جناية «تشمل عمليات سرقة للسيارات واعتداءات بالسلاح الأبيض أو بواسطة بنادق صيد».
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 115 من مجلتكم «زمان»