من كان يحمي القبائل المغربية أيام الاضطرابات؟ ومن قاوم دخول الفرنسيين إلى القبائل في فترة الحماية؟ سؤالان وغيرهما يحيلاننا مباشرة إلى مؤسسة الرمى التي اضطلعت بدور الجهاد والمقاومة.
ما يزال موضوع الرمى أرضا بكرا، إذ لم يحظ باهتمام الباحثين والمهتمين بالتراث كما يرى نور الدين فردي الباحث في التاريخ المعاصر. سنحاول في هذا المقال، تجميع ما تمكنا من العثور عليه بخصوص الموضوع، بالتركيز على مؤسسة الرمى في منطقة الشاوية كنموذج. لكن قبل العبور إلى التفاصيل، لا بد من فرش لغوي لكلمة الرمى، حيث أن الرماية أو «تراميت» هي تعلم فن الرمى سواء بالقوس أو البندقية التي حلت محله، ومن هنا تأتي كلمة الرماة لتدل على الفِرق المنظمة تنظيما عسكريا أو شبه عسكري، كما يذكر المؤرخ علال الخديمي، قبل أن يؤكد أن الرمى اضطلعوا بدور كبير في المجتمع المغربي، سواء في القبائل أو المدن. لهذا، فإن أخلاقيات الرماية تحيل إلى الإنسان الذي يضحي بنفسه في سبيل الدفاع عن الجماعة وعن الأرض والكرامة.
يعتبر الشيخ سيدي علي بن ناصر، المؤسس الأول لزاوية الرماية بمراكش، وقد عمل هذا الشيخ على تأصيل القواعد الأولى التي حددت مهام الرماة وشيخهم أو مقدمهم. أصبح الرماة يتفاعلون داخل الحياة القبلية، من خلال الأدوار التي أنيطت بهم .وطريقة بناصر في الرمى هي ذاتها المعتمدة في منطقة الشاوية. يرى الباحث نور الدين فردي بأن ضعف الدولة الوطاسية وبزوغ نجم الزوايا بالإضافة إلى التواجد البرتغالي بالسواحل المغربية، من أبرز العوامل التي عجلت بظهور هاته الطريقة، وطريقة بناصر التي وضعها في قواعد الرماية ظل يُشتغل بها إلى غاية القرن العشرين.
تتمة المقال تجدونها في العدد 114 من مجلتكم «زمان»