جاء الإسبان إلى المغرب، وحملوا معهم طقوسهم وثقافاتهم وعاداتهم اليومية، كما جاؤوا بصراعاتهم وخلافاتهم، وأيضا بسجونهم.
عندما دخل الإسبان إلى المغرب كقوة حمائية في عام 1913، أي شهورا فقط بعد التوقيع على الاتفاقيات الفرنسية-الإسبانية يوم 27 نونبر 1912، بدؤوا باستكشاف أول مدينة مغربية وجدوها في طريقهم: تطوان. وقد كانت الأخيرة تتوفر على كل الخصائص التي تميز مدينة من بلاد المخزن، بحظيرتها المحصنة بجدار سميك، وبأبوابها الكبيرة التي تسمح لها بالتواصل مع العالم الخارجي، كما كانت تتميز بثلاثة عناصر أساسية مكونه للمدينة المغربية العتيقة، بدءا بالتجمع السكاني الذي يضم منازل ومساجد ومحلات تجارية وصناعية وفنادق ومقاهي، ثم الملاح حيث يسكن المغاربة اليهود، وأخيرا القصبة أو “القشلة”، أي الثكنة العسكرية المحاطة بأبراج المراقبة، بـ”مخازنيتها” وعسكرها. وداخل “القشلة” كان يوجد سجن تحت إدارة دار المخزن، العامل والباشا، غير أن الأحباس هي من كانت تتكلف بتوزيع الخبز والغذاء، يوميا أو شهريا، على السجناء.
السجون المحلية أولا
غداة دخولهم إلى تطوان، اكتشف الإسبان آثار سجن يقع تحت الأرض في حي المطامر، يعود تاريخ بنائه إلى عدة قرون، واستقبل طويلا الأسرى المسيحيين، قبل أن يغلق أبوابه منذ عقود.
مع بداية الاحتلال، استعمل الإسبان السجون الصغيرة، التي كانت توجد داخل المدينة العتيقة، لاعتقال السجناء المغاربة، لكنهم أدركوا، بسرعة، أنه يجب أيضا بناء مؤسسات سجنية خاصة بالأوربيين.
عدنان السبتي
تتمة الملف تجدونها في العدد 56 من مجلتكم «زمان»