كان للغناء دور مهم في الحياة الثقافية والاجتماعية للناس في مغرب العصر الوسيط، وحضرت الأغاني في مختلف المناسبات والأحداث التي عرفها المجال في حاضرته وباديته، وعند خاصة القوم وعامتهم.
إن مسألة التأريخ لبداية ظهور مجالس موسيقية وغنائية خاصة بعلية القوم في بلاد المغرب خلال العصر الوسيط تبدو صعبة؛ فمن السابق لأوانه ادعاء نشوء موسيقى البلاطات في عصر الإمارة الإدريسية منذ نشأتها سنة (172هـ/788م). فخلال هذه الحقبة المبكرة من تاريخ الاستقرار السياسي بالمغرب، كان اهتمام الإمارة الإدريسية منصبا في جزء منه على تثبيت ركائز الدولة في ظل صراع سياسي مع إمارات حاولت بسط نفوذها على بلاد المغرب، ونشر مبادئ الدين الإسلامي.
كان للوحدة السياسية بين المغرب والأندلس زمن المرابطين والموحدين دور بارز في تطور المجال الفني في بلاد المغرب، وإن كانت المصادر لم تبسط القول في مجالس العلية في بلاد المغرب عكس ما حصل في بلاد الأندلس في الفترة الزمنية نفسها .فالثابت أن الأدباء والشعراء والمغنين كانوا يعبرون البحر إلى بلاد العدوة، ويقيمون بفاس أو مراكش وغيرها، ويمدحون الأمراء ويجالسونهم، ويتغنون بمحامدهم، وليس بمستبعد أن أمراء المغرب كانوا يحييون حياة مترفة، خاصة بعد توطيد أركان الدولة، وتجاوز فترات صراع البداية مع الخصوم، ومرحلة التأسيس.
عبد الرحيم الغازوي
تتمة المقال تجدونها في العدد 119/118 من مجلتكم «زمان»