بذل الأجانب مجهودات كبيرة للتسلل إلى المملكة خلال القرن التاسع عشر. ناهجين طرقا مختلفة، لكن الهدف واحد، هو التجسس على المغرب من أجل التمهيد لاستعماره. العديد من الأمثلة تحضر في هذا السياق. هاته الورقة تركز على رحلة الإسباني خواكين غاثيل. فما قصة هذا الرجل؟ وكيف تحول من خواكين إلى “القائد إسماعيل”؟
ارتأت إسبانيا ابتكار أساليب جديدة للتغلغل بشكل عميق داخل المغرب، من أجل اكتشاف مميزاته وخصائصه. وقد قدم الجاسوس الإسباني خواكين غاثيل ،إلى المغرب، في سياق الرحلات الإسبانية بعد حرب تطوان، وهي رحلة شملت مناطق كان ولوجها مستعصيا على الأجانب حتى ذلك الحين (سوس، الأقاليم الجنوبية).
يرى الباحث في أدب الرحلة، بوشعيب الساوري، أن غاثيل قفز على كثير من تفاصيل «وهو ما يؤكد حرصه على التكتم على مجموعة من الأمور المحيطة بأهداف الرحلة، والجهة التي أرسلته، لكن ما فضحه هو التقرير المفصل الذي قدمه عن المناطق التي تحرك داخلها، طيلة أربع سنوات». وقد استعرض، في تقريره، الحدود الجغرافية للمناطق التي زارها، وخصائصها ومواردها الطبيعية، ومناخها، وعادات سكانها ومكوناتها القبلية.. وغيرها من المغامرات التي كادت أن توقعه في موت محقق في أكثر من مناسبة! ازداد خواكين في كطالونيا عام ،1826 ترعرع وسط أسرة أرستقراطية ذات أصول عريقة مارست التجارة، وتمتع بعض أفراد عائلته بمناصب مهمة. أثر هذا المحيط بشكل إيجابي على نشأة غاثيل، حيث درس في شبابه الدين والفلسفة في طرغونا. وبعد حصوله على البكالوريا، درس القانون، ليحصل على إجازة فيه من جامعة برشلونة عام ،1851 لعين بعد ذلك محررا بمجلة “يومية طراغونا“، قبل أن يمتهن المحاماة. غير أنه كان ميالا لخوض المغامرة، فبدأ بتعلم اللغة العربية (مع العلم أنه كان يتحدث بلغات أجنبية أخرى، مثل الفرنسية، والإنجليزية).
تتمة المقال تجدونها في العدد 111 من مجلتكم «زمان»