تحتوي مكتبة الإسكوريال بمدريد على مخطوطات عربية نادرة، أهمها يعود للسلطان مولاي زيدان السعدي. ولحدود اليوم، لم يستطع المغرب استعادتها رغم كل المحاولات والجهود، فقد حاول السعديون والعلويون استرجاع خزانتهم لكن دون جدوى. هنا قصة اختطاف المكتبة الزيداني.
ما تزال آمال المغرب ومطالبه قائمة لاسترجاع آلاف المخطوطات التي ضاعت منه في مستهل القرن 17م، والحديث هنا عن مكتبة ضخمة تضم مخطوطات تعود للسلطان السعدي مولاي زيدان فقدها في عرض البحر خلال تقهقر الدولة السعدية. وما إن تراصت المخطوطات برفوف الإسكوريال، لم تخرج منها إلى يومنا هذا. منذ ذلك التاريخ، وخلال قرون طويلة لم يفتأ سلاطين المغرب يطالبون باسترجاع هذه المكتبة، وصولا إلى فترتنا الراهنة التي نال فيها المغرب جزءا “افتراضيا“ من خزانته المفقودة، فقد وقع على اتفاقية تروم نسخ الكتب ورقمنتها مع احتفاظ مدريد بالنسخ الأصلية. فما قصة هذه المكتبة التي لم يستطع المغرب استرجاعها؟ في البداية وقبل أن نعرج على ظروف السلطان المولى زيدان التي جعلت مكتبته عرضة للقراصنة، لننظر إلى أهمية الكتب بالنسبة إلى السلاطين السعديين وكيف جمعوا ذاك الكم الذي لم يسبق له مثيل. اهتم السعديون (أو الزيدانيون كما يطلق عليهم) بالعلم وبجمع الكتب، فقد كان محمد القائم، مؤسس الدولة السعدية، عالما مولعا بالكتب، وعلى دربه سار ابنه محمد الشيخ. لكن أحد سلاطين هذه الدولة كان أشدهم ولعا بجمع الكتب، وهو أحمد المنصور الذهبي، الذي ازدهر العلم والعلماء في عهده بشكل كبير.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 126 من مجلتكم «زمان»
هذه المجلة غنية عن التعريف