«تقرفيت» كلمة أمازيغية من «اقرف» وتعني بارد. يطلقها أهل آيت احديدو على تلك اللقاءات والمحادثات الغزلية التي تجمع بين شاب وشابة استعدادا للزواج الجماعي.
تستقر قبائل آيت احديدو بالقسم الجنوبي الشرقي من الأطلس الكبير. وتتألف من قبيلتين تضاربت الروايات حول أصولهما هما: آيت ابراهيم وآيت اعزى. وكسائر الأنظمة القبلية، يبدو أن قبائل آيت احديدو تنظم حياتها الاجتماعية والسياسية على أساس القرابة، حيث يمكن أن نصف أقسام النظام القبلي الذي تعرفه قبائل آيت احديدو من الأعلى إلى الأسفل كالآتي: الحلف والقبيلة ثم العشيرة أو ما يطلق عليه اسم “اغص” وهي كلمة أمازيغية تعني العظم، وفي الأخير، تأتي الأسرة في قاعدة الهرم باعتبارها الوحدة الأساسية لمجتمع آيت احديدو. وعليه، فإن المصاهرة التي تتحقق عن طريق مؤسسة الزواج لن تترك حتما أي حظ لمنطق العواطف والعلاقات التلقائية بين الشبان والشابات، بل سوف تكون موضوع تنظيم محكم على خلاف ما قد يبدو للبعض ممن يكتفي بإلقاء نظرة سريعة على مجتمع إيميلشيل أو حتى يكتفي بما يردده الناس عن “موسم الخطوبة”.
وحري بنا أولا أن نذكر بأن الموسم الذي عرف لدى عامة المغاربة تحت اسم “موسم الخطوبة” والذي تحول اليوم إلى مهرجان كان يطلق عليه في الأصل اسم “أكدود سيدي حماد أولمغني” ما يعني أن احتفالات عقد القران ليست سوى جزء من الموسم ولا يصح، بأي وجه، أن نختزل الموسم كله في هذه الاحتفالات ومراسيم الزواج، إلا إذا كانت الغاية من ذلك إفراغه من محتواه الاقتصادي والاجتماعي وحتى الديني طالما أن اسم الموسم مرتبط في الأصل بأحد الصلحاء الذين لا يخفى على أحد دورهم في أسلمة القبائل الأمازيغية ونشر اللغة العربية بين أبنائها. هكذا يتم ربط الموسم ومعه أسلوب عيش بأسره بمتطلبات رأس المال السياحي ببلادنا.
جمال فزة
تتمة المقال تجدونها في العدد 1 من مجلتكم «زمان»