توفر المغرب، دائما، على ثروات طبيعية جعلته، عبر التاريخ محط أطماع دول خارجية فكرت أو بادرت إلى احتلاله. لكن الأسئلة التي تطرح نفسها باستمرار هي: ما هي هذه الثروات؟ وأين هي؟ ولماذا لم ينجح المغرب إلى حد الآن في التدبير الأمثل لتلك الثروات؟
أثار موقع المغرب، منذ القدم، انتباه الدول القوية آنذاك في حوض البحر الأبيض المتوسط. وهكذا، أقام الفنيقيون بسواحله مرافئ لتبادل تجارتهم مع السكان المحليين، كما اعتبرته روما خزانها الكبير من الحبوب. وحين جاء الوندال نهبوه وخربوه…
ومع وصول الإسلام، استهوت ثرواته، أيضا، الخلفاء في الشرق، خاصة الأمويون الذين رفضوا أن يدخل الأمازيغ دين محمد حتى يظلوا تحت قانون الجزية، وأمروا عمالهم أن لا يذخروا جهدا في إرسال من تنتجه الأرض، هنا، من «زرع وزيتون ونخيل وأعناب ومن كل الثمرات». يتطرق الملف الشهري، الذي تقترحه عليكم مجلة “زمان”، إلى الثروات التي ميزت المغرب عبر التاريخ، انطلاقا من العصر الوسيط، حيث شكل معدن الملح عماد الصادرات المغربية، إذ كان التجار من سجلماسة يأخذونه إلى بلاد السودان، ويقايضون مع الذهب وزنا بوزن. كما عرف المغرب خلال نفس الفترة معادن الفضة والنحاس والحديد. في الفترة ذاتها، شكلت التجارة، خاصة الصحراوية، مصدر ثروة هام بالنسبة للبلاد بعد الزراعة في الأرياف والبوادي. بل إن الدول الحاكمة، التي كانت تظهر وتضمحل، ارتبطت بعلاقة وطيدة مع ازدهار التجارة الصحراوية أو تراجعها. وفي تطور لاحق، أولى السعديون اهتماما كبيرا لصناعة السكر وتمكنوا، خاصة في عهد أحمد المنصور الذهبي، من تجميع ثروات طائلة… إذ تعددت وجهات تصدير السكر حيث كان جزء من المنتوج يصدر لإفريقيا، في حين كان الجزء الأكبر يوجه نحو أوربا. في الملف نفسه، تقرؤون قصة اكتشاف الفوسفاط الذي أصبح يشكل الثروة “الكبرى” في المغرب، وحوارا مع الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي يعبر فيه عن رأيه في كيفية تدبير المغرب لثرواته الطبيعية المختلفة. ومدى نجاحه في الوصول إلى استغلال ناجع لهذه الثروات.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 61 من مجلتكم «زمان»