لطالما اصطف اسم ثريا الگلاوي ضمن أكثر الشخصيات الأفريقية تأثيرا في القارة السمراء، من طرف مجلات مرموقة، في مقدمتها ”فوربس” .فهي مؤسسة معرض ،(54-1) الذي يعتبر انبثاقا للفن الأفريقي المعاصر في جميع أنحاء العالم .في هذا الحوار مع الخبيرة وسيدة الأعمال، سليلة عائلة الگلاوي، توضح لنا ثريا الگلاوي التحول الذي شهده سوق الفن الإفريقي والمغربي منذ فترة الحسن الثاني، الملك الذي تعرفه جيدا، بحكم دراستها في الكلية الملكية بالرباط وكذلك نظرا للصداقة التي جمعت والدها الفنان التشكيلي حسن الگلاوي بالملك الحسن الثاني. ومادام اسم عائلتها ما يزال يتردد صداه عند عرض جزء من تاريخ المغرب الراهن، فتتحدث ثريا الگلاوي، بكل صراحة، عن تراث عائلتها الذي تحمله، وتتحدث عن دور جدها التهامي الگلاوي، باشا مراكش وأسراره خلال فترة الحماية، بالإضافة إلى صداقته مع شخصيات عالمية صنعت التاريخ كونستون تشرشل الذي زار مراكش وألهم ابنه حسن الگلاوي في مجال الفن التشكيلي.
لنتحدث عن مسارك الشخصي. ماذا تتذكرين عن الظروف التي نشأت فيها؟
ولدت وترعرعت في أجواء ممتازة .وأنا أدرك تماما الامتياز الذي حظيت به والحب الذي نلته، بالإضافة لثقافتي المزدوجة: الفرنسية والمغربية. كما أن لي مزية أخرى؛ هي أن يكون لك أب ليس فقط رجلا عظيما، بل فنان عظيم كذلك.عشت دوما في منزل مليء باللوحات الفنية والفن بشكل عام .كان والدي قادرا على أن يمنحني ولأخواتي حبه وعشقه للرسم على وجه الخصوص .وكان هذا التلقين الفني أكثر قيمة، لأن المشهد الثقافي في الرباط، المدينة التي نشأت فيها، كان محدودا إلى حد ما في الثمانينيات. في ذلك الوقت لم تكن كل هاته المتاحف وصالات العرض التي نجدها اليوم. لقد كنت محظوظة بما يكفي لأنني كنت قادرة على السفر إلى الخارج مع والديّ، وإشباع شغفي وفضولي الثقافي والفني، مع أنني في ذلك الوقت لم أدرك كم هو استثنائي أن يكون لديك أب فنان. عندما كنت طفلة، كان هذا العالم هو بيئتي الطبيعية. على سبيل المثال، عندما كان والدي يختار لمنازلنا إضاءة غرفة وفقا لورشة العمل الخاصة به، كنت أعتقده أمرا عاديا، لكن عندما كبرت أدركت أنني كنت أعيش حقا في منازل بمثابة متاحف. كما استفدت من المجتمع الفني بالمعنى الواسع حيث شهدت تنظيم المعارض والمعاملات بين الفنانين وهواة الجمع آنذاك.
وفي الرباط التحقت بالكلية الملكية، حدثينا عن كواليس هذه التجربة…
مرة أخرى، إنه امتياز حظيت به. لقد كنت محظوظة بما فيه الكفاية للانضمام إلى الكلية الملكية بفضل صداقات معينة في عائلتي .ويجب أن تعلموا أن هذا النوع من الحالات يعد استثناء، حيث أن اختيار الطلاب يتم عادة على أساس التفوق، مهما كانت الخلفية الاجتماعية للأطفال. بالنسبة لمعظم الطلاب الذين أتوا من التعليم العمومي، فإن الأمر في المقام الأول هو مسألة استحقاق وجدارة. لقد قضيت دراستي المتوسطة والثانوية في مؤسسة مرموقة تضم مدرسين ذوي كفاءة عالية، مما سمح لنا في النهاية بالحصول على نتائج جيدة جدا في جميع الاختبارات الرئيسية.
حاورها محمد يزيدي
تتمة المقال تجدونها في العدد 129 من مجلتكم «زمان»