نشرت الفصلية العلمية البحرينية “الثقافة الشعبية”، في عددها 62، دراسة للباحث أحمد الوارث، حول جذور قصة “عائشة البحرية” الحاضرة بقوة في الموروث الثقافي المغربي، وتحولها وضريحَها إلى “حكاية حب أزلي متعدد القصص”، و”ملاذ للباحثات عن الحب ولو في الأحلام”.
وقال الباحث: “للنساء حضور وازن في دفاتر تاريخ المغرب، وإن كن قليلات”، ومنهن “لالة عائشة البحرية”، التي “طبقت شهرتها آفاق المغرب في الماضي والحاضر”، وهي “مصنفة ضمن طائفة الأولياء الصالحين”، و”تروى عنها أخبار تسبح بسيرتها في عالم العجيب والغريب”.
وزاد المتحدث ذاته: “قبرها مزار شهير على الضفة اليمنى من مصب نهر أم الربيع في المحيط الأطلسي قبالة مدينة أزمور، في الضفة المقابلة تذكر الروايات المأثورة عن السلف أن أصل هذه المرأة من بغداد. لذلك حملت أحيانا اسم: لالّة عائشة البغدادية. لكن غلب عليها اسم البحرية لكون قبرها يقع قرب شاطئ البحر”.
وفرق البحث بين “عائشة البحرية البغدادية”، و”عائشة قنديشة” و”عائشة الكونتيسا”، رغم الاختلاف حول: هل الأخيرتان شخصيتان مختلفتان أم واحدة؟ فالكونتيسا “سيرتها متميزة بالحضور القوي لها في أعمال الجهاد إبان الغزو البرتغالي للسواحل المغربية، ومهارتها في اصطياد الضباط البرتغاليين قبل أن تجهز عليهم”؛ وبالتالي هناك فاصل زمني شاسع بين الفترة التي عاش فيها مولاي بوشعيب بطل قصة لالة عائشة البحرية، الموافقة للقرن السادس للهجرة، 12 الميلادي، والفترة التي شهدت أحداث الغزو البرتغالي للمغرب في القرنين التاسع والعاشر للهجرة، أي 15 و16 الميلاديين.
وأضاف: “أما عايشة قنديشة فقد صورها المخيال الشعبي خارج حدود الزمن كله، حتى لقد رفع عنها الطبيعة البشرية، ليقحمها في عالم الجن، يخافها الكبار، ويخيفون بها الصغار، وغدا مجرد التلفظ باسمها يستدعي سلوكا مثيرا، يتطلب البصق في الصدور تفاديا للعنة.”
أي نتيجة
View All Result