ما هي قصة تهريب العظام البشرية خلال النصف الأخير من القرن 19؟ وماذا كان الغرض من هذا التهريب؟ ومن اضطلع بأكبر الأدوار في هذه التجارة المحظورة؟ وكيف تفاعل القصر مع تجار العظام البشرية؟ وماذا كان موقف الفقهاء من هذه النازلة؟
شكل موضوع تهريب العظام البشرية خلافا كبيرا بين حكام المغرب والقنصليات الأجنبية خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر، لكنه لم يحظ بعناية المؤرخين والباحثين رغم تداعياته الاجتماعية والأخلاقية والسياسية، ويمكن اعتبار كتاب الباحث سمير بوزويتة الموسوم بـ“تجارة العظام البشرية خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين“ أهم دراسة في الموضوع، إن لم يكن الكتاب الوحيد الذي ألم بالموضوع وجمع شتاته من الوثائق التاريخية والمصادر الأصلية. تعود قصة تهريب العظام البشرية بالمنطقة للسنوات الأولى من الاحتلال الفرنسي للجزائر، حيث ذكر الطبيب الفرنسي سيغو في شهادته التي نشرها بجريدة “ “Le Semaphore de Marseille سنة 1833 أن فترة الجنرال كلوزيل الذي كان حاكما عاما فرنسيا على الجزائر خلال القرن التاسع عشر، شهدت عملية نهب الأموات والسماح بالاتجار بالعظام البشرية، وأن مقابر الجزائريين كانت تنتهك لاستخراج الآجر والحجارة، وكذلك لاستخراج العظام وإرسالها عبر المراكب إلى مارسيليا، من أجل تحويلها إلى فحم حيواني لاستغلاله في صناعة السكر، لدرجة أن بعض الجزائريين كانوا يرون أن تغاضي الحكومة الفرنسية عن الموضوع عائد إلى حقد الفرنسيين على الدين الإسلامي. وقد كان من تداعيات هذا المقال أَنْ أمرت السلطات الفرنسية بفتح تحقيق في الموضوع، في محاولة لتجنب الفضيحة، وتجنب حدوث توتر مع المسلمين بالجزائر.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 124 من مجلتكم «زمان»