بعد انقلاب الهواري بومدين على الحكم، كانت الخلافات قائمة بين بلاده وبين المغرب، وقد حاول رغم ذلك، التقرب من الملك الحسن الثاني بتوقيع اتفاقيات اقتصادية وحدودية، إلا أن أحداثا جعلت المغرب يتوجس من التقارب المزعوم.
يجمع الجزائر والمغرب تاريخ مشترك ممتد إلى قرون طويلة، لكن خلال القرنين الأخيرين، وبشكل خاص في العقود الأخيرة، أضحى الجانب الجزائري أكثر نفورا من جاره المغرب، نظرا لبعض الأحداث والعوالق التاريخية في نظره، لا سيما بعد استقلال الجزائر، وهو ما استغلته جهات في سدة الحكم لتزيد من شرخ الأزمة وتعكر صفو الجوار، نذكر منها حرب الرمال سنة ،1963 ومشكل الصحراء المغربية سنة .1975 تقول بعض الكتابات الجزائرية، لا سيما مذكرات المقاومين، أن المغرب خذل الجزائر مرتين: مرة مع الأمير عبد القادر الجزائري، والأخرى عندما نال استقلاله سنة ،1956 وهو ما يناقض الواقع وما جاء في مذكرات الوطنيين المغاربة .ولهذا السبب، كما يقول المؤرخ عكاشة برحاب، فإن التوتر الذي حدث بعد استقلال البلدين كان له أثر في تضخيم التناقضات السابقة، فتم «تأويل وقائع تاريخية مشتركة على غير حقيقتها». ظل التوتر قائما بين المغرب والجزائر، وبالتحديد خلال فترة حكم الرئيس بن بلة، وذلك بعدما خلف وعده للحسن الثاني الذي زاره في مارس 1963، وأخبره بأن الجزائر لن تتنكر للمسألة الحدودية مع المغرب. إلا أن حرب الرمال، أبانت أن بن بلة تخلى عن كلمته، كما يحكي عبد الهادي بوطالب في مذكراته، الذي كان حينها وزيرا للإعلام ومبعوثا للملك. الشيء الذي زاد من حدة الجفاء بين البلدين إلى غاية انقلاب الهواري بومدين، الذي حاول من جهته محو فترة سلفه وفتح صفحة جديدة مع المملكة المغربية.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 128 من مجلتكم «زمان»