لا يمكن الحديث عن فترة الاستعمار الفرنسي بالمغرب، دون استحضار الجنود السنغاليين الذين شكلوا مكونا رئيسا وسط قوات الجيش الفرنسي بالمغرب، وأسهموا بشكل أساس في العديد من المعارك، والكثير من الأحداث.
أُطلِق على الجنود السنغاليين، أو “الرماة السنغاليين“، لقب “القوة السوداء“، حسب التعابير المتداولة في الأدبيات العسكرية الفرنسية، فقد جندتهم سلطات الحماية لخدمتها وخدمة مستعمراتها. لكن من أين جاءت فكرة تكوين جيش سنغالي؟ وما هي أبرز الأحداث التي شاركوا فيها في المغرب؟
ليس المقصود بالحديث عن القوة السوداء السنغاليين فقط، وهو ما يوضحه الباحث المعطي منجب بالقول: «أسهمت القوات العسكرية الإفريقية من جنوب الصحراء والمسماة الرماة السنغاليون، وهم ليسوا أبدا من السنغال وحده، بل لأن عاصمة إفريقيا الغربية الفرنسية أي دكار كانت توجد بالسنغال، كما أن هذا البلد كان هو الأول تاريخيا الذي عبئت فيه هاته القوات». فكر “مانجان“ عام 1898، بشكل جدي، في تكوين جيش احتياطي، يتكون من حوالي 100000 جندي أسود. وفي سنة 1900، حينما تم إقرار قانون إعادة تنظيم القوات الاستعمارية، تقرر خلق قوة لتكون جاهزة لمواجهة العدو إذا اندلعت الحرب. وما زاد من ترسيخ هذا المشروع عند “مانجان“، هو زيارة الإمبراطور الألماني كيوم الثاني لمدينة طنجة في 31 مارس عام ،1905 وإعلانه الشهير الذي اعتبرته فرنسا تهديدا حقيقيا لها. رأى “مانجان“ بأن أفضل مجال يرتكز فيه هذا الاحتياطي الضخم من القوة السوداء هو شمال إفريقيا، خصوصا المغرب والجزائر .لكن، لماذا السود بالضبط؟
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 127 من مجلتكم «زمان»