اتخذ خلفاء وسلاطين مسلمون غلمانا أجانب ومنحوهم وظائف متعددة، كما جعلوا منهم «غلمان المتعة والهوى».
أقبل الخلفاء والسلاطين المسلمون خلال العصور الوسطى على امتلاك العبيد والجواري، وقد تعددت أجناس هؤلاء العبيد كما تعددت طرق الحصول عليهم. أما أجناسهم فكانت من القارات الثلاث أوربا وآسيا وإفريقيا. فالأولى كانت تمدهم بالسلاف والصقالبة والجرمان، والثانية بالأتراك والجراكسة والفرس، والثالثة بالزنوج. وقد اصطلح على الرقيق الأبيض اسم “صقلب“ أو “صقلبي“ وكذا “مملوك“، رغم أن هذا اللفظ الأخير في مستواه اللغوي يفيد كل “من يُمتلك بقصد التربية والانتفاع“. أما سبل الحصول عليهم، فتمت عبر ثلاث قنوات الحروب (السبي) والاقتناء والهدايا.
العبودية هي الأصل
كان الغلمان من بين هؤلاء العبيد، وأطلقت لفظة “غلام” غالبا على الرقيق في سن الشباب، وعلى القائمين على خدمة الخلفاء والسلاطين في القصور. وتشكل هؤلاء خاصة من الترك والجراكسة لما امتازوا به من جمال وحسن. واشتهر الجنويون والبنادقة في تجارتهم، حيث «كانوا يجلبون الشبان من سواحل البحر الأسود ويبيعونهم في مصر». وفي هذا البلد، كانت تجارة الغلمان رائجة خلال العصر الفاطمي حيث كان تجميعهم يتم في مكان يسمى “المناخ“، وفيه كان يشترط على نخاسي الغلمان، أن يسمحوا لمشتريها، قبل إتمام البيع، بالنظر إلى أجسادهم دون عوراتهم للتأكد من خلوهم من أي عيب أو علة.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 42 من مجلتكم «زمان»