تطرح قضية بدايات تعريب المغرب مشاكل كثيرة على الباحثين والمهتمين بالموضوع. «زمان» تنبش في القضية من جديد وتقدم مجموعة من الإجابات، عبر تبيين دور الزاويا والرباطات الدينية، إضافة إلى المدارس العتيقة، في نشر اللغة العربية بالمغرب، فضلا عن الإسهام الكبير الذي قامت به المؤسسات الحرة التي أنشأتها الحركة الوطنية.
إذا كانت هناك أبحاث أخرت انتشار اللغة العربية “العامية” إلى نهاية العصر المريني( ق 15م) بفعل الالتفاف الذي حصل حول هذه الدولة من لدن كثير من القبائل العربية وبفعل مشاركتها الأمازيغ عامة الأوطان باستثناء المناطق الجبلية، وهذا حال العلامة محمد المنوني في دراسته عن استقرار أصول القومية المغربية، فإن هناك من الدارسين من يجعل هذا التحول من سمات المرحلة الموحدية
( ق 12-13م) كما هو حال الباحثة رحمة تويراس في دراستها عن “تعريب الدولة والمجتمع بالمغرب الأقصى خلال العصر الموحدي”.
وهذا العنوان يعكس اقتناعا فيه بعض المجازفة لما هو مؤكد لدى الخاص والعام من أن هذه المرحلة كانت لا تزال تعرف ازدواجية لغوية قوية بدليل أن النداء للصلاة بالأمازيغية كان يعقب الآذان بالعربية. والمرجح لدينا أن المرحلة الموحدية تمثل استمرار مسار سلس انطلق من قبل، أي منذ القرن الحادي عشر على الأقل وكانت العربية خلاله تنتشر بهدوء في الأوساط العالمة والمتفقهة وفي أوساط أجهزة الدولة، وساعدها على ذلك التزام المغرب بشؤون الأندلس واستقطابه منذ وقت مبكر للمثقفين العاملين في أجهزة الدولة من إداريين وعلماء أندلسيين، والقرب من القيروان وقرطبة، المدينتين اللتين كان لهما دور كبير في تكوين النخب العالمة بالمغرب.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 1 من مجلتكم «زمان»