ما هي أهم الأدوار العسكرية التي قامت بها المرأة المغربية في مواجهة الاحتلالين الفرنسي والإسباني؟ وما هي مظاهر مشاركتها الاجتماعية والتنظيمية في هذه المواجهة؟ وما هي أبرز الوسائل التي استعملتها في مسيرتها النضالية؟ ومن هن أبرز النساء اللواتي وثق التاريخ إسهامهن ومشاركتهن في المقاومة؟
لم تكن مقاومة الاحتلالين الفرنسي والإسباني مطلع القرن العشرين ومنتصفه مقتصرة على الرجال، بل كانت للنساء مشاركة واسعة في مختلف أشكال الكفاح الوطني، وإن كانت المصادر التاريخية لا تسعف بكثير من المعطيات في الموضوع، إلا أن الذاكرة الشفوية وبعض المراجع المحلية وثقت للأدوار المتعددة التي قامت بها المرأة المغربية في مناهضة الاستعمار الأجنبي، من الدعم المادي والمعنوي إلى الإسهام الفعال في العمليات السرية المسلحة، مرورا بتأمين خطوط الإمداد وتوفير المعلومات، وإخفاء المقاومين وتنسيق شبكات الاتصال، لا فرق في ذلك بين امرأة حضرية أو قروية. رغم ما يعتقده البعض من أن دور المرأة في مواجهة الاحتلال كان مقتصرا على ما هو اجتماعي وتنظيمي، فإن عددا من النساء اضطلعن بأدوار عسكرية مباشرة، فشارك بعضهن في القتال المسلح المباشر، لا سيما بالمناطق الجبلية منها الأطلس المتوسط وأيت باعمران، فشاركن في المعارك إلى جانب الرجال، وحملن البنادق وأسهمن بشكل فعال في الحركة النضالية ضد المستعمر، كما وقع في معركة الهري قريبا من خنيفرة، وفي حرب سيدي إفني، حيث كان للنساء مشاركة ميدانية واسعة .كما قامت المرأة أيضا بدور حاسم في نقل الأسلحة والمتفجرات، سواء بالمدن أو البوادي، فاستخدمت مختلف وسائل التخفي والتمويه، فكانت تضعها بين المؤن وأمتعة السوق، وتولى بعضهن مهمة تنظيم العمليات السرية، من خلال مراقبة الميدان، وتمرير التعليمات، وتأمين ممرات الانسحاب .كما كان لبعض النساء دور مهم أثناء المعارك من خلال الدعم الميداني، فقدمن الإسعافات الأولية، ونقلن المؤن والذخائر، ودفنن الشهداء سرا، وهو ما منح المقاومين كثيرا من التماسك خاصة في لحظات الضغط، بل إن بعض الشهادات المحلية تشير إلى حالات محدودة لبعض النساء اللواتي نفذن بعض العمليات الاستشهادية داخل الأسواق أو المواقع العسكرية.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 139 من مجلتكم «زمان»