على مراحل متتالية وتدريجية، باشرت فرنسا عملياتها ”الخبيثة “لبتر أراضي من المغرب، حيث حرمته من أجزاء منها منذ احتلالها الجزائر في عام .1830
ألَّف ألفريد – جورج – بول مارتن، وهو ضابط فرنسي في الجيش الاستعماري في بداية القرن العشرين، كتابًا تحت عنوان “أربعة قرون من التاريخ المغربي، في الصحراء من 1504 إلى 1902، في المغرب من 1894 إلى 1912″ استنادًا، كما يذكر، إلى المخطوطات والوثائق التي توفرت لديه. وأفاد مارتن، الذي أثار حفيظة الحاكم العام في الجزائر، أن حضور المغرب كان فعليا في كل من توات والقورارة وتيديكلت، كما يتضح من خلال ظهائر التعيين، والقطع النقدية، والروابط مع السلطة المركزية. كان الكتاب بمثابة حجرة في المستنقع، في الوقت الذي شكلت فرنسا ما أسمته “صحراءها“، مستندة إلى أطروحة ريس نيلييسالخاطئة، وهي الأطروحة التي دحضها مارتن، بناءً على الأرشيف وانطلاقا من الأرض، وكان من شأن ما جاء في الكتاب أن يضعف سياسة حكومة الجزائر، التي قررت طرد الضابط وتدمير حياته المهنية. غير أنه احتفظ سرًا بنسخة من كتابه التي طبعها على الآلة الكاتبة، لينشره في عام .1923 وقد كان بمثابة بيان حقيقي لما كانت عليه الصحراء قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر. في بداية وجودها في الجزائر، لم تبد فرنسا أي اهتمام بالصحراء، إذ كانت منشغلة بتأمين الجزء الشمالي، وقطع روابط المتمردين مع إخوانهم في الدين المغاربة. هذا ما ثبت في الفصل الأول الذي جسدته معاهدة للا مغنية. لكن مع الفصل الثاني، الذي انطلق في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ستتبنى حكومة الجزائر ما عرف بـ«سياسة بقعة الزيت»، أي التمدد في الصحراء، التي يمكن أن تكون فقيرة على السطح، لكنها غنية تحت الأرض. فيما يرتبط الفصل الثالث بترسيم حدود الصحراء الفرنسية في أفق استقلال الجزائر.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 114 من مجلتكم «زمان»