في القولة الشهيرة للحسن اليوسي أن ما يجمع شعوب شمال إفريقيا هو ”حلق الرؤوس ولبس البرنوس وأكل الكسكس”. يستحضر هذا المقال تاريخ اللباس المشترك بين المغاربة والجزائريين، والتقلبات التي طرأت عليهما منذ مئات العقود.
استطاع سكان شمال إفريقيا، بحكم موقع بلادهم الاستراتيجي والحيوي، استيعاب ما جلبته إليهم حضارات متنوعة من كل الجهات. فامتزجت على أرضهم ثقافات، وتلاقحت عادات ظلت مظاهرها قائمة إلى الآن. ويعتبر اللباس أحد مظاهر تلك الثقافة التي تبادلها سكان المغرب والجزائر مع كل من أهل المشرق والأندلسيين والعثمانيين والأوربيين وجنوب السودان.
لباس شمال إفريقيا
أشارت دراسات أركيولوجية، حول شمال إفريقيا، إلى أن شعوب هاته المناطق عرفوا أشكالا متعددة من اللباس وطرق ارتدائه. فحسب كتاب الباحثة ليلى بلقايد، حول “تاريخ زي البحر الأبيض المتوسط“، فإن نقوشا ورسومات صخرية تعود إلى العصر الحجري الحديث، عثر عليها بمنطقة تاسيلي (جنوب شرق الجزائر)، تظهر أناسا يرتدون قمصانا ومآزر (وزرة) وأحزمة. ولاحظت بلقايد أنه، منذ آلاف السنين، «كانت الخطوط منتشرة في كل مكان على نسيج الصوف لدى السكان الأمازيغ». هذه الخطوط، بحسب الباحثة، كانت لها وظيفة رمزية تتماشى مع معتقدات تلك الفترة؛ فالخطوط على شكل “قضبان“ يرجى بها حماية النساء من أنظار الرجال ومن عين الحسد. إن من أهم ما ميّز سكان البحر الأبيض المتوسط، هو لباس الحايك (الذي يعرف حاليا بغطاء المرأة)، وهو من الألبسة العريقة التي استعملها الرجال والنساء بحد سواء منذ عصور قديمة.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 87 من مجلتكم «زمان»