ماذا كان يأكل المغاربة في القديم، وكيف تعايشوا مع زمن المجاعات، وكيف كان الغذاء في فترة الحماية شكلا من أشكال المقاومة؟
لعبت الخصائص الطبيعية لبلاد المور دورا أساسيا في تنوع المجالات الزراعية والرعوية وسبل استغلالها، مما نتج عنه تنوع المنتوجات الفلاحية حسب المناطق وداخل الجهات. وتعتبر بلاد المور هي الوحيدة في شمال إفريقيا التي تتوفر على واجهتين بحريتين، متوسطية وأطلسية، وتنتشر فيها أكبر الغابات وتخترقها أهم الأنهار. يضاف إلى عناصر التكامل والتنوع الطبغرافي خصوصيات التربة التي تساعد في الاستغلال، وكذا ملاءمة الأحوال الجوية والمناخية التي أسهمت في توفير المنتوجات الغذائية المتنوعة للإنسان للموري خلال الفترة القديمة.
القمح أساس الغذاء
شكل القمح، المادة الأساسية في تغذية الإنسان الموري خلال الفترة القديمة بل إنه كان بمثابة “العملة” التي استغلتها القوى السياسية المحلية والأجنبية لحل مشاكلها الاجتماعية والسياسية. وتجدر الإشارة إلى أن زراعة القمح في المغرب قديمة بدليل العثور على أدوات كانت تُستغل في الحرث وسحق الحبوب تعود إلى العصر الحجري مثل الفؤوس والأريحيات الحجرية. وكانت كمية القمح التي تُنتجها شمال إفريقيا تتراوح ما بين 2.600.000 و 6.550.000 قنطارا، كانت بلاد المور تساهم بنصف هذه الكمية. ما يؤكد على أهمية القمح في تغذية الموريين، وغيرهم من شعوب البحر الأبيض المتوسط هو الحملة “الحملة الإشهارية” التي تقدمها المصادر التاريخية وما خلدته النقائش والمسكوكات عن وفرة وتنوع المنتوجات الفلاحية للمغرب القديم. فقد أشار سترابون إلى أن نسبة المردودية لمادة الحبوب تصل إلى 1/240. (أي كل حبة قد تعطي 240 حبة في السنبلة).
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 5 من مجلتكم «زمان»