لم تتغير وضعية المرأة المغربية، داخل المجتمع، مع هبوب رياح التحديث في بداية القرن العشرين. ورغم ”الانفراج “النسبي في العلاقة بين الرجل والمرأة، غير أن المجتمع الذكوري ما يزال هو المهيمن.
يقول عالم الأنثروبولوجيا والباحث الشهير في الحضارات غوستاف لوبون إن الحضارة في المغرب «مشرقية قلبا وقالبا» .ويرى قاسم الزهيري أن المغاربة وإن كانوا «يسكنون الغرب فهم يلبسون ويعيشون ويفكرون بطريقة مشرقية». في المجتمعات ذات نمط العيش والتفكير المشرقيين حيث «تحدد الذهنياتُ الماديات» على حد تعبير عبدا لله العروي، يتم التعامل مع المرأة بكيفية مخالفة لما هو متداول في الثقافة الغربية .وإذا كانت «مسألة المرأة» تتعدى الحدود والجنسيات والمعتقدات، فإن طرحها في البلدان النامية ومنها المغرب يعتبر أكثر إلحاحا من غيرها. هذا ما أكده محمد الحجوي قبل عقود خلت حيث قال: «ما تزال قضية المرأة تشغل الأندية، وتذهب بأقلام الكتاب والشعراء، هذا ينتصر لإطلاقها من كل قيد، وذاك ينادي بتقييدها من الأرجل والأيد، والآخر يدلي بأفكار تحاول التعديل، وغيره يأتي بأخرى لا تزيد في الطين غير التبليل »… « وهي في الحقيقة من مشكلات المجتمع التي تقاذفتها الأقلام، وتطاحنت حولها العقول، ويثار فيها كل يوم جديد، ولا تقول إلا هل من مزيد، والحق أنها مشكل من أهم مشاكل الإنسانية، لا مشاكل الإسلام فحسب». في هذ السياق، سنتناول وضعية المرأة في المغرب في علاقتها بالرجل من خلال محورين: الأول يبرز مظاهر أوجه نظرة الرجل إلى المرأة، والثاني يحاول رصد الأسباب التي تفسرها.
محمد بوسلام
تتمة المقال تجدونها في العدد 33 من مجلتكم «زمان»