في يوليوز ،2024 أسدلت الشركة المغربية للتبغ الستار عن لوحة تذكارية احتفالا بمرور 30 سنة على تدشين مصنع عين حرودة سنة ،1994 من طرف الملك محمد السادس، ولي العهد آنذاك. ويجسد هذا الاحتفال الاستمرار في تطوير أنشطة الشركة التي تجد أصولها قبل فرض الحماية بسنتين.
“قديما، كان يُنظر إلى شخص يحمل سيجارة على أنها أمر معيب، وكان أولئك الذين يستمتعون بالتدخين في المنزل يهتمون بإخفاء رائحة التبغ عن طريق رش أفواههم بالقهوة المطحونة. اليوم، يختلط المسلمون مع الأوروبيين، ويدخنون ويشربون… المغرب يتحضرا!”، يلاحظ الصحافي وعالم الأنثروبولوجيا الإنجليزي بادجيت ميكينز بسخرية في مقالته “الحياة في المغرب” (لندن، 1905)، ينقل فيه تجربته في المغرب الذي استقر فيه منذ عدة عقود، وأصبح يحفظه كظهر يده. حاليا، ينتشر تدخين السجائر في المجتمع، بين الشباب والكبار على حد سواء. علاوة على ذلك، وكأن العالم الافتراضي والرقمي لا يمكن أن يكتفي بالشاشات الإلكترونية، إذ بات التدخين يؤثر الآن أيضا على العالم الحقيقي والملموس، بجعل حياتنا اليومية ثلاثية الأبعاد مع السجائر الإلكترونية والتدخين الإلكتروني. لكن هذا موضوع آخر. ما يهمنا هو معرفة متى وكيف تم إدخال التبغ إلى الإمبراطورية الشريفة؟ كما هو الحال مع الشاي والقهوة، اللذين يتأصلان في العادات المغربية، فإن التبغ بعيد كل البعد عن كونه نباتا محليا. هذه النبتة، التي تنتمي إلى نفس عائلة الباذنجان والفلفل، أتت إلينا من أماكن أخرى. “يبدو من الثابت أن التبغ لم يظهر في الهند وجاوة وبقية آسيا إلا في القرن السادس عشر بعد اكتشاف رأس الرجاء الصالح على يد فاسكو دي كاما، في حين تم تسجيل التبغ على أقدم المعالم التاريخية في أمريكا”، كما يفيد عالم النبات إدوارد دوفريسني في نص منشور على صفحات “مجلة الجغرافيا” (1883). لكن، وكما هو الحال مع الشاي والقهوة، وصل إلينا التبغ عبر الشرق، رغم أن مصدره يعود إلى أمريكا.
فريد البحري
تتمة المقال تجدونها في العدد 138 من مجلتكم «زمان»