يعتقد محمد الناجي، الباحث السوسيولوجي، أن عبارة “الحگرة” تنطوي على وعي بدائي وغريزي باللامساواة، فلا تعبر بذلك عن وعي سياسي عصري بآليات إنتاج اللامساواة وسبل تغيير هذا الوضع، مبرزا ارتباطها بوضعية “الخضوع” التي تطبع الذاكرة الشعبية، متأثرة على الخصوص بتراث الرق.
يحضر شعار الاحتجاج على “الحگرة” في العديد من الانتفاضات الاجتماعية والسياسية في المغرب، خلال السنوات الأخيرة. كيف يمكن تعريف “الحگرة”؟
أعتقد أن عبارة “الحگرة” تمثل صرخة ضد الاحتقار، وهي نوع من الوعي البدائي باللامساواة الاجتماعية، وعلامة على غياب أزمة ضمير حقيقية. دليلي على ذلك، أن هذه الكلمة تبقى شعارا للجماهير، وليست ثمرة تحليل للتناقضات الاجتماعية ولجذور الفواق.
هل يمكن تحديد تاريخ معين بدأ فيه تداول الكلمة؟
يبدو لي أن هذه الكلمة صارت متداولة مع مطلع سنوات 2000، وفقا للمعنى الذي تحمله اليوم. أي باعتبارها شعارا للاحتجاج الاجتماعي. بدأ ذلك في الجزائر، أولا، ثم انتقل إلى المغرب.
تحيل “الحگرة” في التداول اليومي على مجموعة من مجالات العلاقات الاجتماعية، فقد تهم علاقة رب الأسرة بأبنائه، أو الرجل بالمرأة، أو الذكور عموما بالنساء، أو المديني بالبدوي، أو الحاكم بالمحكوم… هل يمكن القول إن ثمة خيطا ناظما بين ظاهرة “الحگرة” في مختلف هذه المجالات؟
يمتاز مفهوم “الحگرة” بكونه يستطيع التكيف مع سياقات متعددة. يظهر أن معناه قابل للتمدد بشكل يجعله متلائما مع وضعيات كثيرة، سواء تلك التي تهم العلاقات الفردية، العلاقات العائلية، علاقات الجوار أو علاقات العمل. في السنوات الأخيرة صار يعبر أكثر عن أوضاع النزاع بمختلف أشكالها. تكمن أهمية هذا المفهوم في كونه واضحا وبديهيا بالنسبة للجميع، فضلا عن كونه “تصورا” رخوا، لا يثير التساؤلات، لأنه يغني عن الوعي الاجتماعي الحقيقي، هذا الوعي الذي يبقى أكثر إشكالية.
حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 38 من مجلتكم «زمان»