أراد المولى إسماعيل أن يبني جيشا محترفا ومستقلا، يكون السلطان أباه الروحي، وتكون الحرب صنعته الوحيدة. لكن هذا المشروع الواعد لم يكن ليمر دون حوادث سير مميتة، بعد أن وضع صاحبه، المولى إسماعيل، في مواجهة علماء عصره .ووصل الأمر إلى حد قتل أحد أبرزهم، الفقيه عبد السلام بن حمدون جسوس.
«الحمد لله، يشهد الواضع اسمه عقبه على نفسه، ويشهد الله سبحانه وملائكته وجميع خلقه أني ما امتنعت من الموافقة على تمليك من مُلِّك من الناس، إلا أني لم أجد في الشرع وجها ولا مسلكا ولا رخصة. وتحققت من نفسي أني إن وافقت عليه طوعا أو كرها فقد خنت الله ورسوله والشرع الأعز، وأني خفت من الخلود في جهنم بسببه. وأيضا فإني نظرت في أخبار الأئمة المتقدمين حين أكرهوا على ما لم يظهر لهم وجهه في الشرع فرأيتهم ما آثروا أموالهم ولا أبدانهم على دينهم خوفا منهم على تغيير الشرع واغترار الخلق بهم. ومَن ظن بي غير ذلك أو افترى علي ما لم أقله وما لم أفعله، فـ للهُ الموعد بيني وبينه. وحسبنا لله ونعم الوكيل، والسلام. وكتب عبد السلام بن حمدون جسوس غفر الله ذنوبه وستر في الدارين عيوبه صبيحة يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من ربيع الثاني من عام إحدى وعشرين ومائة وألف».
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 5 من مجلتكم «زمان»
مقال مفيد، ولو وضعتم الإحالات لكان مقالا أكاديميا.