تقع مدينة البصرة المغربية في الشمال الغربي من المغرب على بعد 40كلم من الساحل الأطلنتي و20 كلم إلى الجنوب من مدينة القصر الكبير وتخترقها الطريق الوطنية رقم 13الرابطة بين سوق الأربعاء غربا ووزان شرقا.
إذا كانت وليلي سبق وأن اضطلعت بدور العاصمة ولو لمدة قصيرة تحت حكم إدريس الأول وفترة وصاية راشد، فإن البصرة قامت بدورها بدور العاصمة الإقليمية لأبناء إدريس الثاني وحفدته تماما كما قامت فاس الواقعة بينهما دور العاصمة منذ تولي إدريس الثاني الحكم. الدور الذي اضطلعت به البصرة كعاصمة إقليمية للأدارسة تؤكده النقود التي سكت بها، والتي استعملت أداة للمعاملات التجارية، ورمزا لإبراز مكانة المدينة السياسية والاقتصادية. يأتي هذا الدور استجابة للسياسة الإدريسية التي اعتمدت تقسيم الإمارة لأقاليم تتوسطها عواصم إقليمية اتخذها أبناء إدريس الثاني كمقرات للحكم والقيادة. سياسيا، عرفت البصرة، منذ إنشائها المحتمل خلال فترة وصاية راشد وفقا لدرهم اكتشف بها ضرب سنة 180هـ/797-796م، مجموعة من التحولات السياسية والاقتصادية ارتبطت بالأوضاع السائدة آنذاك ببلاد المغرب .فبعد التقسيم الإداري الذي أقدم عليه محمد بن إدريس والذي أوكل بموجبه ولاية كل منطقة من المغرب لأحد من إخوته، عادت ولاية البصرة وطنجة وما والاها، حسب البكري وابن خلدون، للقاسم .نتيجة للنزاع بين محمد وعيسى ابني إدريس الثاني، طلب الأول من أخيه القاسم التدخل لردع عيسى إلا أن رفض القاسم الامتثال لأمر الأخ الأكبر دفع بمحمد إلى اللجوء لأخيه الثالث عمر من أجل التدخل ضد كل من عيسى والقاسم. تمكن عمر من هزم أخويه ومن ضم المناطق المسندة إليهم. بعد ذلك، تحولت البصرة، حسب ابن خلدون، إلى أبناء محمد بن القاسم، وعلى رأسهم إبراهيم بن القاسم الذي حكم المدينة وفقا، لرواية ابن عذاري، لمدة أربعين سنة، وهي أطول مدة حكم عرفتها البصرة تحت إمرة نفس الحاكم.
المصطفى أتق
تتمة المقال تجدونها في العدد 139 من مجلتكم «زمان»