يخلد المغاربة في بداية شتنبر، الذكرى 85 لمعركة ماء بوفكران، وهو حدث تاريخي يذكر بالانتفاضة الجماهيرية في شتنبر 1937 لسكان مدينة مكناس ومحيطها ضد السلطات الاستعمارية الفرنسية بعد صدور المرسوم الوزاري بتاريخ 12 نونبر 1936، والذي استهدف تحويل مسار مياه وادي بوفكران واحتكارها لصالح أراضي المعمرين لريها وحرمان المكناسيين من سقي أراضيهم .
وفي هذا الصدد، قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة خلال لقاء له يوم الجمعة 2 شتنبر بمدينة مكناس، أن الانتفاضة التي حدثت بين فاتح وثاني شتنبر من سنة 1937 تكللت بالانتصار على القوات الاستعمارية، وشكلت حدثا تاريخيا عكس شجاعة وصمود السكان الذين كانت تحركهم الروح الوطنية لمقاومة الاستعمار.
كما أشار الكثيري، إلى أن هذا القرار، أثر سلبا على السكان الذين تدهورت ظروفهم المعيشية كما تسببت إجراءات مصادرة الأراضي وفرض الضرائب على الفلاحين والحرفيين في أضرار اقتصادية واجتماعية لسكان مكناس، ما خلق استياء لدى جميع طبقات المجتمع خاصة بعد فشل الخطوات السلمية التي اتخذتها لجنة الدفاع عن مياه وادي بوفكران التي كانت تضم العديد من وجهاء وأعيان المدينة، مسجلا أن المظاهرات الاحتجاجية ضد حرمان السكان من الموارد المائية في بوفكران أدت إلى اعتقال عدد من أعضاء هذه اللجنة.
وتحضر مطالب من الساكنة بصيانة الذاكرة التاريخية من خلال إقامة نصب تذكاري في ساحة الهديم، يصون الذاكرة التاريخية للمدينة والبلاد. وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس اللجنة المغربية للمجلس العالمي للمباني والمواقع (إيكوموس)، علي زيان، في حديثه مع هسبريس، إن ساحة الهديم هي “ساحة الشرف، التي شهدت على ذكرى وطنية كبيرة، وهي من محطات الكفاح الوطني، فهي أول تمرد مدني بعد انتشاء فرنسا بإخماد كل الثورات في المغرب”.
وزاد المسؤول ذاته، على أن هاته الساحة “هي وجه العاصمة الإسماعيلية، ولها رمزية كبيرة”، مضيفا: “في التأثيث الحضري تكون النصب التذكارية وسيلة للتأريخ لعدد من المحطات التاريخية، ومنها معركة ماء بوفكران، في فاتح وثاني شتنبر 1937″، مردفا: “كان نُصُبٌ في الثمانينات فيه خطأ، وتلاه آخر قدم المعلومات في قالب مهين. ومن بين سبل إعادة توظيف الساحة وتنشيطها نصب تذكاري جميل، بطريقة حديثة، يمكن أن يكون متعدد الأبعاد، ويصاحبه تنشيط رقمي بالأضواء، وعروض رقمية، من أجل ربط الماضي بالحاضر”.
أي نتيجة
View All Result