يرتبط مفهوم الأمة، في أغلب السرديات التاريخية عن المغرب، بالإسلام والعروبة، فيما ظلت الروافد الأخرى رهينة بالمناسبات.
ما هو مفهوم الأمة؟ هل يتعلق الأمر بالخطبة باسم السلطان على منابر المساجد في الأقاليم والأمصار؟ أو يتعلق بحكم السلطة المركزية على تراب بعينه ومناطق جغرافية تعود فوائدها الاقتصادية على البلد عامة؟ ما الذي تعنيه الأمة بالنسبة للإنسان العادي الذي يربط علاقة حميمية مع أرضه وماشيته ويعيش ككل الموجودات المحيطة به من أنهار وأحجار وحيوانات؟ هل للغة والتقاليد المشتركة دور في تحديد كيان الأمة؟
إذا كان الأمر يتعلق بالحدود الجغرافية الموضوعة حديثا وخصوصا الموروثة عن الاستعمار، فإن الأمر لا علاقة له بتلك الروابط الروحية العميقة التي يمكن أن تجعل من شعب يرتبط بشعوب أخرى وينخرط معها في مشروع ما يمكن تسميته بـ“أمة“. أمة التخطيط السياسي الجيو–استراتيجي لا تصمد أمام تقلبات الزمان وموازين القوى. ولعل خير دليل على هذا القول هو الحدود الموروثة عن الاستعمار. ذلك أن القوى الاستعمارية، وقبل خروجها من الأراضي التي استغلتها لسنوات، حرصت على أن تمزق الكيانات وتصطنع دولا هجينة عبارة عن خليط من المعتقدات والديانات واللهجات والإثنيات. هذا الخليط الغير متجانس، ارتأت أن تتركه كالنار تحت الرماد حتى يتسنى لها النفخ على الجمر وإشعال فتيل القتال بين مكونات هذه الدول كلما أحست بخروجها عن طاعة المستعمر القديم.
موليم العروسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 92 من مجلتكم «زمان»