حظي المغاربة اليهود، في عهد محمد بن عبد الله، بتحفيزات للاستقرار في الصويرة، قبل أن يُخَصص لهم خلال عهد المولى سليمان، حي خاص بهم، صنع جزاء من تاريخ المدينة.
اتخذ السلطان العلوي سيدي محمد بن عبدا لله من الصويرة مرسى سلطانيا، وكانت غايته من ذلك جعلها بوابة على العالم الخارجي، حيث بنى بها الدور والأبراج التي جهزها بالمدافع، فاتسعت عمارتها حتى صارت «من أحسن حواضر البلاد المغربية، ومن أعظم مراسيه الساحلية والبحرية». وقد استقدم إليها السلطان، من مختلف أنحاء المغرب، أفضل التجار وأمهرهم، سواء من المسلمين أو اليهود، وأمرهم بالاستقرار بها وحفزهم على ذلك بمنحهم الأراضي لتشييد منازلهم. وللفت انتباه التجار الأجانب، خفض الرسوم الجمركية، مما جعلهم يتهافتون على المدينة لإقامة وكالاتهم التجارية بها. لم يتوقف البناء والتعمير بالمدينة خلال المراحل التي أعقبت عهد سيدي محمد بن عبدا لله، وخاصة مع السلاطين المولى سليمان والمولى عبد الرحمان وسيدي محمد بن عبد الرحمان، ومن الثابت أن مدينة الصويرة لم تبن دفعة واحدة، بل كان ذلك عبر مراحل متعاقبة .وعندما اكتملت هيأتها، أضحت تضم مجمعات سكنية؛ منها القصبة القديمة والحي السلطاني، والمدينة والملاح والقصبة الجديدة. أضحت مدينة الصويرة مستقرا لعدد كبير من رجال المخزن الذين كانت تربطهم علاقات وثيقة مع تجار السلطان من اليهود، فاتخذوا الدور الفخمة التي كان بعضها يستغرق أزقة بكاملها، وكانت تتم بهذه الفضاءات الكثير من التعاملات التجارية، سواء مع التجار المغاربة أو الأجانب.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 127 من مجلتكم «زمان»