متى بدأ تداول النقود في الفضاء المغربي لأول مرة؟ وما هي المراحل المختلفة التي مر منها النظام النقدي في المغرب على امتداد فترات مختلف الدول التي حكمته لنصل إلى الدرهم كعملة رسمية للبلاد؟ “زمان” تفتح قصة تاريخ النقود المغربية.
قبل الوصول إلى الدرهم كعملة رسمية للمغرب كما نعرفها في يوم الناس هذا، مر النظام النقدي المغربي بتحولات عديدة ومراحل مختلفة. وهكذا، سعت مختلف الدول والأنظمة السياسية التي تعاقبت على حكم الأرض المغربية إلى تأكيد قوة كياناتها وإثبات وجودها وذاتها وسلطتها من خلال ضرب العملة. وكان وضع النظام النقدي المغربي، بطبيعة الحال، خاضعا لتقلبات الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية داخليا، فضلا عن دور العامل الخارجي الذي لعب دورا بارزا في مختلف التغيرات التي عرفها شكل ووزن وقيمة النقود في المغرب.
ولوزن القيمة الحقيقية للعملة ومدى أهميتها، يجب النظر إلى ما تساويه بالذهب أو الفضة أو النحاس. وعلى الأرجح، فإن القرطاجانيين هم من أوصلوا النقود لأول مرة إلى المغرب، وبعدها وصل الرومان لفرض نظامهم النقدي في موريطانيا الطنجية.
نجد في المصنفات التاريخية والرحلات والتراجم نتفا مبعثرة حول تاريخ النقود في المغرب، ومن بينها الكتاب الذي تناول رحلة الحسن بن محمد الوزان المعروف بـ”ليون الإفريقي”، بالإضافة إلى ما دونه ابن بطوطة عن رحلاته وما كتبه المقريزي وابن فضل لله العمري والزياني، كما تخبرنا النماذج المحفوظة في المتاحف عن تطور النقود المغربية على مر العصور وأنواعها. فقد أورد ماسينيون، في تعليقه على رحلة ليون الإفريقي، لائحة لدور السكة في المغرب خلال زمن هذا الأخير في أواخر القرن العاشر، وذكر وجودها في فاس ومراكش وأزمور وسلا لسك الذهب والفضة، وفي تزنيت لسك الفضة، وفي تيوت في سوس لسك الحديد، غير أن العملة لم تكن منتشرة في كل مكان في ذلك الوقت، فقد كان ما يزال يجري العمل بالمقايضة، وذكر الحسن بن محمد الوزان أن الفضة لم تكن تستعمل، في عصره، في سوس ومصمودة وهسكورة وتادلة إلا حليا للنساء وليس للتعامل.
تتمة الملف تجدونها في العدد 66 من مجلتكم «زمان»