كان والده يريده أن يكون نقاشا على الخشب الفاخر، غير أن مولاي أحمد الذي تربى في أحضان الموسيقى أيضا، اختار أن “ينقش” إبداعاته على “الآلة”. عمر جاريكان والده يريده أن يكون نقاشا على الخشب الفاخر، غير أن مولاي أحمد الذي تربى في أحضان الموسيقى أيضا، اختار أن “ينقش” إبداعاته على “الآلة”.
رأى مولاي أحمد الوكيلي النور وسط عائلة فاسية عريقة مولعة بطرب الآلة الذي برز في الأندلس، وتأثر بمكونات عربية وإيبيرية، قبل أن يرتوي من ينابيع الإيقاعات الأمازيغية أيضا، حين وصل إلى مدن فاس والرباط وتطوان وغيرها. يؤرخ مولاي أحمد الوكيلي تاريخ ومكان ازدياده بالقول: «ازددت في آخر شعبان من أيام السلطان مولاي عبد الحفيظ سنة 1326هـ (موافق شتنبر من سنة 1908 ميلادية)، بدار محمد الساوري بن امحمد صديق وعشير والدي في عقبة الفيران، أو بدر الهجار في الدار الثانية»، كما ينقل نجله حاتم، الذي يذكر في كتابه “ذاكرة فنان، مسار حياة مولاي أحمد الوكيلي،
1988-1908″ أن امحمد الساوري “كان من كبار حفاظ الطرب الأندلسي في فاس، اختاره السلطان محمد الرابع ابن عبد الرحمان أستاذا للطرب الأندلسي في قصره بباب البوجات في فاس… وتولع ابنه محمد بهذا الفن، إلا أنه احترف مهنة النجارة والنقش على الخشب”… .في تلك الأثناء، التحق والد مولاي أحمد بدكان الساوري ليتعلم النجارة كما أرادت والدته. غير أن الدكان لم يكن مجرد محترف نجارة يقصده الزبناء فقط، بل كان يتردد عليه، أيضا، شيوخ وهواة الطرب الأندلسي للتداول في مستجداته وإنشاد “صْنايعه“.
عمر جاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 123 من مجلتكم «زمان»