القاضي عياض أشهر رجال مراكش السبعة .تعدت شهرته الآفاق، حتى قيل فيه «لولا القاضي عياض لما عرف المغرب» .رغم ذلك، لم تحل شهرته ومكانته العلمية دون تعرضه للمحنة في عصر الدولة الموحدية التي لم يعترف بشرعيتها .محنة انتهت بمقتله حسب بعض الروايات.
«بلغني أنه قتل بالرماح لكونه أنكر عصمة ابن تومرت»، هكذا يصف الحافظ الذهبي في كتابه المشهور «سير أعلام النبلاء» نهاية أشهر قضاة المغرب، القاضي عياض. في حاشية الكتاب، يضيف الذهبي ملاحظة ملفتة للانتباه: «أخبرني الشيخ الإمام أبو عمرو بن حماج أن قبر القاضي عياض بناحية باب أغمات من مراكش، بإزاء كنيسة كانت هناك. وكان لا يعرف لدروسه واستيلاء النصارى على مدفنه وما حوله، حين أباحه لهم بعض الملوك. وأنه في سنة اثنتي عشرة وسبع مئة أو قبلها أو بعدها بقليل أراد لله تعالى إظهار قبره، فغضب أبو يعقوب المريني على نصارى مراكش. وأباح أموالهم للمسلمين، فنهبت ديارهم، وتخيلوا أن النصارى يدفنون الحلي التي لهم مع موتاهم، فحملهم ذلك على نبش القبور التي حول الكنيسة. فبينما هم كذلك إذ ظهرت علامة قبر القاضي وتاريخه، ففرح الفقهاء بذلك، وأمر القاضي أبو إسحاق بن الصباغ بتسوية ما حول القبر وإشهاره وإظهاره، وبنى عليه قبة عظيمة ذات أربعة أوجه، وألزم الفقهاء بالتردد إلى هناك لتلاوة القرآن ليشتهر القبر».
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 21 من مجلتكم «زمان»