استقر مجموعة من عائلة الأمير عبد القادر في دمشق، لكن عددا منهم هاجروا إلى المغرب في بدايات القرن العشرين. فمن هم، وماذا أصبحوا؟
بعد استسلام الأمير عبد القادر أمام الفرنسيين، في عام 1847 ونفيه إلى فرنسا، ثم دمشق أين توفي سنة ،1883 حدث انقسام في عائلته، فمنهم من وافق على البقاء كـ“مواطن فرنسي“ مثل عمر، ومنهم من اختار “العثمنة” (نسبة إلى العثمانيين)، كمحمد وعبد المالك وعلي ومحيي الدين وعبد الله… كما تسببت وفاة عبد القادر، الذي أطلق عليه الفرنسيون لقب “الأمير الأكبر“ للتمييز بينه وبين الأمراء الآخرين، في حدوث تشتت عائلي، فمن بين أفرادها من ظل في سوريا، ومنهم من استقر في تركيا، ومنهم من عاد إلى الجزائر، مثل الأمير الهاشمي، أب الأمير خالد، الذي سيصبح لاحقا قبطانا في الجيش الفرنسي. أما في بداية القرن العشرين، فقد كان المغرب هو الوجهة، حيث اختار أحفاد الأمير الأكبر وبعض أبناء عمومته (من نسل عمه علي بوطالب) هذه الأرض كموطن لهم.
جاء الأمير عبد المالك (ابن عبد القادر) إلى المغرب سنة ،1903 وكان قد حصل على رتبة “جنرال“ في الجيش العثماني. وبعد مجيئه إلى المغرب، تولي قضية مولاي عبد العزيز ضد أخيه مولاي عبد الحفيظ. واستقر الأمير في طنجة، وشغل منصب المندوب الشريفي، لشرطة “الطابور“ بالمدينة، وهو منصب تم إحداثه خصيصا له .لكن انتحار ابنه سنة 1915 أثر عليه، وخلق لديه أزمة هوية عميقة دفعته لمغادرة المدينة المريحة، وعمل على حشد القبائل ضد فرنسا وإسبانيا، وهي مغامرة انتهت بشكل سيء على أي حال.
وخلال حرب الريف ،(1927-1921) سخر عبد المالك نفسه لخدمة الإسبان للقتال ضد محمد بن عبد الكريم الخطابي، واغتيل على يد أحد أفراد الشرطة الأهلية عام ،1924 ودفن بإحدى الزوايا في تطوان.
عدنان السبتي
تتمة المقال تجدونها في العدد 98 من مجلتكم «زمان»