منذ حوالي 30سنة، أُعْلِن عن ميلاد الاتحاد المغرب العربي في مراكش، غير أن الجنين ولد معاقا، ولم يقو على المشي، ولتجهض معه آمال الشعوب المغاربية كما ألمح إلى ذلك الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة مؤتمر الاتحاد الإفريقي، الذي انعقد مؤخرا في إثيوبيا.
في 24 ديسمبر ،1995 نشرت جريدة “الاتحاد الاشتراكي“ افتتاحية بقلم عبد الرحمن اليوسفي، الكاتب الأول آنذاك لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ينتقد فيها رسالة عبد اللطيف الفيلالي، الوزير الأول ووزير الخارجية آنذاك، وجهها إلى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي مطالبا فيها إياه بتجميد عضوية المغرب بذات الاتحاد. كان الموقف المغربي الرسمي رد فعل على موقف الجزائر في أورقة الأمم المتحدة في شأن قضية الصحراء، وكانت قد أبطلت توصية تُوسّع جسم الهيأة الناخبة في إطار ما كان يسمى بتحديد الهوية لمخطط التسوية. كان المغرب قد وافق على مخطط التسوية في ظل انفراج في العلاقات المغربية الجزائرية. سبق للعاهل المغربي المرحوم الحسن الثاني أن حضر القمة العربية التي انعقدت بالجزائر في يونيو ،1988 وقبلها بأسابيع استُؤنفت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي كانت مقطوعة، وتم لقاء جانبي، في أعقاب القمة العربية، في منتجع زيرالدة ضاحية الجزائر العاصمة مع قادة الدول المغاربيين. كان اللقاء نواة لما سيصبح “اتحاد المغرب العربي“ الذي تم إرساؤه بمقتضى معاهدة تم التوقيع عليها بمراكش بتاريخ 17 فبراير .1989تعكر هذا الانفراج بسلسلة من الأحداث بلغت منتهاها مع نسف توصية لمجلس الأمن في أروقة الأمم المتحدة في خريف .1995كان الموقف الرسمي ينبني على منطوق معاهدة مراكش وعلى مادتها السابعة عشرة التي تُحرّم على دولة من الدول المغاربية إيواء جماعات تهدد أمن واستقرار بلد عضو في الاتحاد. وكان نص معاهدة الاتحاد، كما روحه، يقوم على حرية تنقل الأفراد .لكن تأثر ذلك أولا، بقرار المغرب فرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين أو الفرنسيين من أصول جزائرية، جراء عملية إرهابية ضربت فندق أسني بمراكش في غشت 1994 وأودت بحياة سياح أجانب، ثم رد الجزائر بإغلاق الحدود البرية…
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 41 من مجلتكم «زمان»