ضربت ثلاث أوبئة المغرب في فترة الحماية، هي التيفوس والطاعون والجدري، وكلها حصدت الكثير من الأرواح، قبل أن تتسلل الحمى الراجعة من الجزائر في عام 1945 وتفتك بـ26290 شخص.
ترجف الأخبار، بين الفينة والأخرى، في السنوات الأخيرة، في ظهور أوبئة من صنف جديد لم يسبق بها عهد، استنفرت الأطباء وعلماء الميكروبيولوجيا، وأحدثت اضطرابات في التجارة العالمية وفي علاقات الدول بعضها ببعض. بل وفي تنقل الأشخاص من بلد إلى آخر. ومن تلك الأوبئة أنفلونزا الطيور، وجنون البقر وأخيرا إيبولا الذي نشر الكثير من الهلع والخوف بين سكان إفريقيا الغربية وما يتولاها من البلاد شمالا وجنوبا.
ويختلف هذا الصنف الجديد من الأوبئة عما عرف تاريخيا من أوبئة كالتيفوس والطاعون وغيرهما، والتي تراجع الحديث عنها بشكل يكاد يكون كليا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إلا ما كان من بعض الذيول المتفرقة التي كانت تشع بين الفينة والأخرى، دون أن يرد من ذكرها إلا بعض الإشارات المقتضبة.
وإذا كانت مشكلات الحاضر هي التي تجعل الباحث في التاريخ يلوي عنان تفكيره نحو الماضي ليتأمله ويسائله، فإن ظهور أوبئة جديدة في عالم يغص بوسائل العلاج وآليات التمنيع، لما يدفع إلى الرجوع إلى أوبئة الأمس، ورصد عيثها في وقت لم تكن فيه أسباب العلاج قد بلغت من النجاعة ما يجدي في استئصالها وقطع دابرها.
بوجمعة رويان
تتمة المقال تجدونها في العدد 12 من مجلتكم «زمان»