حاول الإخباريون والفقهاء تقديم أجوبة عن الأسئلة المؤرقة التي طرحتها الأوبئة في القرن الـ19، لكن دون أن يجدوا حلولا فكرية لمواجهة تحديات الفترة.
إذا كان عالم القرن الواحد والعشرين يرزح حاليا تحت تهديدات أوبئة فتاكة، مثل إيبولا وداء فقدان المناعة، رغم كل التطورات التقنية والاختراعات الطبية والعلمية، فإن عالم ما قبل القرن العشرين عانى ويلات أوبئة فتاكة لم تكن تقل خطورة وفتكا، على رأسها الطاعون ثم الكوليرا، تركت بصمات عميقة على النسيج الاجتماعي والاقتصادي، وخلفت في الذهنية الجماعية إرثا ثقافيا اصطُلح عليه في الثقافة العربية بأدبيات الطاعون.
عقاب الله
اجتاحت المغرب، على غرار مجمل بلدان العالم، موجات متوالية من الأوبئة خلال فترات دورية من تاريخه. فبالإضافة إلى التأريخ للأوبئة كظواهر طارئة فرضت على الإخباريين والمؤلفين تتبع مراحلها، وتسجيل حجم فتكها بمختلف الفئات الاجتماعية، دون الإخباريون والفقهاء كما هائلا من المؤلفات للجواب عن أسئلة مؤرقة أمام العجز عن وقف نزيف الضحايا. خلال القرن 19، أصبحت مسألة العدوى تفرض تداولها بالساحة الفقهية والأدبية مع فرض القوى الأوربية لقوانين صحية صارمة على الضفة الجنوبية للأبيض المتوسط في إطار الإجراءات الوقائية لمواجهة انتشار الكوليرا والطاعون. لذلك، لم يدخر المؤلفون المغاربة جهدا لسبـر مرجعيات الفكر الإسلامي والاجتهادات الفقهية بهدف التعريف بالأوبئة، وتفسير أسبابها وشرح الآراء بخصوص الطروحات الطبية حول العدوى والاحتراز من الأوبئة.
الحسين الفرقان
تتمة المقال تجدونها في العدد 12 من مجلتكم «زمان»