في سنة ،1995 لما كان العالم بأسره يحتفل بمرور قرن كامل على نشأة الفن السابع، قرر المغرب إنتاج فيلم يحمل دلالته من خلال عنوانه: ”خمس أفلام لمئة سنة”. بمعنى 5 شرائط قصيرة، شارك فيها حكيم نوري والجيلالي فرحاتي وفريدة بليزيد وآخرون، “مربوطة” بحبها للسينما التي تحتفل بعيد ميلادها رقم.100 ضحك البعض حينها، متسائلين: «من أين لكم هذا؟». والمقصود ما علاقة السينما المغربية التي تبقى حديثة العهد بالسينما العالمية الطويلة العمر والمدى؟
والواقع أن للمغرب تاريخا طويلا مع السينما، انطلق رسميا مع الأخوين لومير في أواخر القرن ،19 دون أن ننسى التجربة الفريدة للفرنسي گابرييل ڤير مع السلطان مولاي عبد العزيز، مرورا بالسينما الكولونيالية، ثم وصولا للسينما الوطنية. والغريب أن هاته الأخيرة لم تنطلق نهائيا، أي لم تنتج أفلاما طويلة بمعنى الكلمة إلا مع نهاية الستينات ومقتبل السبعينات. ما السر إذن في كل هذه التعثرات؟ لماذا تأخرنا بعد أن كنا سباقين؟ وهل من عوامل سياسية، اجتماعية، دينية، لتفسير هذه الظاهرة الفريدة من نوعها؟ ”زمان” تفتح باب السينما للنقاش. وتحكي، ارتباطا بالفن السابع، جزءا لا يتجزأ من تاريخ المغرب الحديث، مليء بالطرائف والمفاجآت.
مذ وطأت فرنسا أرض المغرب، أدركت أنها بحاجة إلى توظيف كل وسائلها المتاحة لفرض سيطرتها عليه وعلى سكانه بشكل كامل. ومثلما اعتمدت إدارتها الاستعمارية على الإثنوغرافيين والمستكشفين والباحثين، لفهم المجتمع المغربي وإحكامه، كذلك فعلت بالسينما؛ إذ اعتمدت على هذه التقنية والاختراع الحديث آنذاك للترويج لسياستها الاستعمارية وتوسيع نفوذها. ولقد انتبه المستعمر إلى أهمية وخطورة الدور «الذي يمكن أن تلعبه السينما في توجيه سلوك الناس وتعديل قيمهم الاجتماعية والأخلاقية وترسيخ منظور جديد للحياة»، كما يقول الباحث العربي واحي.
كريم البخاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 109 من مجلتكم «زمان»