أثر العثمانيون في مراحل تاريخية متعددة على مناح كثيرة من حياة المغاربة، وقد ظهرت هذه التأثيرات في مجالات متعددة ومتنوعة توزعت بين العسكري والإداري والسياسي والثقافي. “زمان” تعرض أبرز أهم هذه التأثيرات.
تأثرت الكثير من مشاريع الإصلاح والتحديث في المغرب خلال الحقبة الحديثة بالتجربة العثمانية الرائدة في ميادين متعددة، سواء في المجال العسكري أو السياسي أو الإداري ، وذلك ما تؤكده الوثائق التاريخية. ففي المجال العسكري، اتخذ عدد من السلاطين المغاربة التجربة العسكرية العثمانية كإطار ينطلقون منه في مشاريعهم ومحاولاتهم لإصلاح الجيش المغربي، ومن بين هؤلاء الحكام عبد الملك المعتصم، وأحمد المنصور ومحمد بن عبد الله.
نموذج عسكري ملهم
حرص عبد الملك المعتصم، على سبيل المثال، على تنظيم الجيش السعدي وفق نمط تنظيم الجيش العثماني، مستغلا التجربة العسكرية التي راكمها خلال الفترة التي قضاها لاجئا في المجالات التابعة للعثمانيين. ويمكن الاستدلال على تأثره الكبير بالعثمانيين إطلاقه تسميات عثمانية على بعض فرق وقادة الجيش المغربي، إذ استعمل لقب “الكاهية” لتسمية قائد الجيش، بالإضافة إلى تسمية فرق الحرس السلطاني -التي كانت تعرف في المغرب بالمخازنية- ببندقدار وبلبدروش والبياك. كما أعاد الاعتبار للعناصر التركية داخل تركيبة الجيش المغربي، إذ أنشأ فرقة عسكرية تركية بلغ قوام رجالها حوالي الألف.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 72 من مجلتكم «زمان»، أكتوبر 2019