ارتبط الفلامنكو بالغجر طويلا، غير أن بحثا إسبانيا صدر أخيرا، دحض الفكرة، وخلص إلى أن الفلامنكو يحمل آثارا موريسكية أيضا.
الفكرة الرائجة هي أن غناء الفلامنكو من أصول غجرية. ترسخت الفكرة منذ أنتونيو ماشادو [Antonio Machado] أب الدراسات الفلكورية للأندلس، الذي عاش في القرن التاسع عشر
والحقيقة هو أنه يحمل من دون شك أثر الغجر، ولكنه يحمل في لحنه وإيقاعه كما في كلاماته أثر الموريسكيين. من حيث الكلمات والإيقاع (النوبات)، والرقص، الذي يتأثر برقصة الزمبرة [Zambra]، والتي أصلها عربي، من الزٌّمرة، أي الجماعة أو الرّفقة.
يطرح الفلامنكو إشكالات من حيث أصل الكلمة، لأن الكلمة تحمل أركيولوجيا الأصل، هل من الفلامان، هل من الفلاّح المنكوب، كما هو متواتر، كما قد تفيد الابتهالات إلى لله والتبتل إليه؟
الفضل يعود للشاعر الكبير فريديريكو كارسيا لوركا ومانويل دي فالا، من أجل رد الاعتبار لهذا النوع من الغناء الذي كان حتى بداية القرن الماضي منبوذا. فالشاعر الإسباني الكبير لوركا هو من رد الاعتبار لما يسمى بـCane jondo، أو الغناء العميق. وقد حرص الشاعر الكبير أن يكون أول عرض لـ”الغناء العميق” أو الفلامنكو في قصور الحمراء وذلك سنة 1922 وهو الأمر الذي لم يرُق آنذاك، وقوبل بنوع من الاستهجان.
تتمة الملف تجدونها في العدد 60 من مجلتكم «زمان»