كيف تناولت النصوص المؤسسة من قرآن وأحاديث نبوية موضوع الحيوان؟ وكيف تفاعل المتن الديني مع الحيوان بين نصوص داعية للرفق وحسن للمعاملة، وأخرى التنقيص والازدراء؟ وما هي مساهمات المسلمين بخصوص علم الحيوان؟ وكيف وظف الحيوان في الخطاب الدعوي الإسلامي المعاصر؟
يسجل الحيوان حضوره بقوة في الأدبيات الإسلامية، سواء في النصوص المؤسسة وهي القرآن والأحاديث النبوية، أو في الإنتاج التراثي الذي خلفه علماء المسلمين. ويبدو الأمر طبيعيا بحكم البيئة والمحيط الذي كان متفاعلا مع الحيوان حتى قبل بزوغ الإسلام، بسبب ما كان يلعب من أدوار اجتماعية واقتصادية وجمالية في حياة العربي، مما يجعل أي محاولة لتجاهله خروجا عن السياق التاريخي والمكاني.
الحيوان في النص القرآني
تناول النص القرآني الحيوان بشكل مكثف، لدرجة أن أكثر من مائتي آية تتحدث عن الحيوان، بل أكثر من ذلك تسمت ست سور من المتن القرآني بأسماء الحيوان: “البقرة” بسبب ذكر قصة بني إسرائيل وما تلقوا من أمر بذبحها لمعرفة الجاني في جريمة قتل، “الأنعام” لما فيها من حديث عما يباح أكله من النعم، “النحل” لما فيها من الامتنان بالنحل وما ينتجه من عسل صالح للتداوي، “النمل” ارتباطا بقصة النبي سليمان واستيعابه للغة الحيوان، “العنكبوت” حيث شبه من يعبد غير لله بالعنكبوت الذي يبني بيتا غير قادر على حمايته، و”الفيل” عند ذكر قصة أبرهة وقدومه من اليمن إلى مكة لهدم الكعبة بما كان معه من أفيال.
وقد تضمنت هذا السور الحديث عن حيوانات أخرى، ولأغراض مختلفة، يمكن إجمالها فيما يأتي: أولا، الامتنان: كما في تعداد منافع الطير والخيل والإبل والنحل، باعتبارها من المأكولات والمركوبات والزينة والأدوية.
ثانيا، تحريم الأكل: ويخص ذلك نوعا واحدا من الحيوان، وهو الخنزير.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 84 من مجلتكم «زمان»