كيف كان شكل الحكم في عهد الحسن الثاني؟ كيف كان يشتغل الراحل؟ كيف كان يقرر؟ ومع من؟ أسئلة وأجوبة للتقرب أكثر من طبيعة السياسة الملكية التي قادت المغرب من الستينات إلى نهاية القرن العشرين.
في بادئ الأمر، يجب القول إن الحسن الثاني كان لديه ميل قوي للسلطة، وبشكل انفرادي. لأن طبيعته هكذا. ولأنه كان يسعى جاهدا لحسم ميزان القوى لصالح الملكية. قد لا يعرف شباب اليوم، بل ولا يدركون، أن حكمه لم يكن «نهرا طويلا هادئا». بالعكس تماما. استغرق الأمر منه أكثر من ثلاثة عقود، امتدت حتى آخر حياته، للوصول إلى مبتغاه؛ تصويت حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بـ“نعم“ على دستور ،1996ثم إخراج حكومة التناوب إلى النور، سنتان بعد ذلك. وسط هذا التسلسل الطويل، وجب التذكير بالعديد من الأحداث والتشنجات والأزمات: إقالة حكومة عبد لله إبراهيم في ماي ،1960 دستور دجنبر 1962 حالة الطوارئ بين 1965 و1970، محاولتي الانقلاب في يوليوز 1971 وغشت ..1972ثم أيضا كل المؤامرات التي بررت القمع من وجهة نظره، لإعطاء معنى لهذا التعبير المتداول “سنوات الرصاص“. ونتج على كل هذا أن حكمه انطلق انفراديا ليصبح، مع تطور الأمور، سلطويا. ومع ذلك، وجب القول إن الحكم هذا لم يكن مطلقا أو عبثيا. فعملية صنع القرار كانت تخضع، حسب الظروف، لمبدأ التشاور والمشاورة. وهنا قام المحيط المقرب منه بدور لا يستهان به.
مستشارون ومقربون
لنأخذ فترة ممثلة لحكمه، وهي التي تمتد عبر العقدين الأخيرين ما بين 1977 إلى 1999. كان مستشاروه آنذاك مؤثرين، بشكل واضح، في عملية صنع القرار. وفي أكتوبر 1977 تم تعيين أربع شخصيات وازنة: أحمد بنسودة، وإدريس السلاوي، وعبد الهادي بوطالب، وأحمد رضا اگديرة، وهي الدائرة الأولى ولم تكن الوحيدة. ما هي إذن طبيعة العلاقة التي ربطت هؤلاء بالحسن الثاني؟ وما هو الدور الذي اضطلعوا به بالذات؟
بالحديث عن أحمد بنسودة، فقد عرف الرجل بمسيرته النضالية والوطنية الطويلة .شغل منصب مدير الديوان الملكي عام 1975وكان سفيرا سابقا في لبنان .(1969-1966) شارك هذا الرجل المثقف في كل ما يتعلق بملفات ونقاشات العالم العربي.
مصطفى السحيمي
تتمة المقال تجدونها في العدد 91 من مجلتكم «زمان»