شغل محمد الخطابي منصبي قنصل عام وسفير في عدد من بلدان أمريكا اللاتينية، لسنوات طويلة، عمل خلالها، إلى جانب مسؤوليته الدبلوماسية، على رسم صورة أخرى للعالم الجديد في كتاب.
قضى سفير مغربي ردحا غير يسير من الزمن بدول مختلفة من العالم الموسوم بالجديد، وتجول بين بقاعه وأصقاعه، واحتك بعوالمه المتنوعة من النخبوية إلى الشعبية، وقرأ ما دُون عنه لدارسين وباحثين في حقول معرفية مختلفة، فعكست مرآته صورة لرصيد حضاري زاخر، وأسلوبا في الحياة متفردا ونادرا.
أبى السفير محمد الخطابي إلا أن يخرج هذا الإرث الإنساني الذي أسهم في إماطة اللثام عنه من أحادية التشكل أو حتى ثنائيته، وأصر على أن يجعله ثلاثي الأبعاد، حافظا للحضارات القديمة بالعالم الجديد أصالتها، مستبعدا لفكرة الاكتشاف أو الرسالة الحضارية للغزاة الإيبيرين، معترفا ببصمتهم في تشكل ملامح عالم جديد، لكنه مصر على استحضار البعد الثالث في هذا الترسب الحضاري والمتمثل في المؤثر الأندلسي، الذي كان ثاويا في جبة من أراد أن تكون سنة 1492 مؤشر أفول في مكان ما، وعلامة انبعاث في مكان آخر، فلفظ الأول بعضا من غير المرغوب فيهم في وعاء الثاني إن قسرا أو طوعا، المهم أنهم حملوا معهم رصيدا ثقافيا وحضاريا مخصبا لتلاقح حضاري منتج.
يتعلق الأمر بمحمد الخطابي، من مواليد مدينة تطوان، الحاصل على الباكلوريا سنة 1964 وعلى الإجازة في الآداب من جامعة عين شمس بالقاهرة سنة 1969 وعلى دكتوراه السلك الثالث من جامعة مدريد المستقلة سنة 1986.
الطيب بياض
تتمة المقال تجدونها في العدد 31 من مجلتكم «زمان»