لعبت القوات المسلحة الملكية أدوارا أساسية في تاريخ المغرب الراهن. لقد شكلت أول تجسيد لاستعادة السيادة الوطنية بعد إعلان الاستقلال، وسرعان ما وجدت نفسها في خضم مهام أمنية، إدارية، إنسانية واجتماعية… زيادة على أدوارها الحاسمة في السنوات اللاحقة في معركة استكمال الوحدة الترابية. تقريبا، كان الجيش أهم مؤسسة في السنوات الأولى للاستقلال، بما يتوفر عليه من تنظيم وإمكانيات.
لا شك أن هذه الأهمية هي التي جعلته ساحة من ساحات الصراع حول بناء الدولة الوطنية. لقد ولد الجيش الملكي في ظروف سياسية صعبة، ترتبط بمخاض الحصول على الاستقلال. من نافل القول إن فرنسا سعت جاهدة لمنح المغرب استقلالا شكليا، يجعله خاضعا لنوع من الوصاية، فلم ينتزع المفاوض المغربي ورقة الحق في تأسيس جيش وطني مستقل إلا بصعوبة. لم تستسلم السلطات الفرنسية، فشرعت تعمل جاهدة على التأثير في الجيش الملكي ومحاولة تحييده في المواجهة التي كانت تباشرها ضد من كانت تسميهم بـ”عصابات جيش التحرير”! فماذا نعرف عن خبايا هذه الخطط الفرنسية؟ وكيف سعت لإبقاء تأثيرها على الجيش الملكي؟ هذه جملة من الأسئلة التي يطرحها هذا الملف مستندا على ما يتوفر من وثائق للإجابة عنها. بطبيعة الحال، لم تكن فرنسا اللاعب الوحيد في الساحة المغربية بعد الاستقلال، فماذا كان موقع الجيش الملكي في الخلافات التي نشأت بين الحركة الوطنية والقصر حول توجهات بناء الدولة الوطنية؟ وكيف شارك ضباط من الجيش الملكي، سرا، في حرب التحرير التي قادها جيش التحرير في الجنوب؟ ثم كيف تطورت الأمور في لحظات المواجهة بين النظام والحركة الوطنية لتبرز الأسماء الشهيرة لبعض الجنرالات الذين طبعوا تاريخ المغرب الراهن؟
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 51 من مجلتكم «زمان»