لم يستمتع مولاي إسماعيل (1672-1727) بإعلانه سلطانا في فاس طويلا، إذ تنازعه شرعية العرش عدد من المقربين، داخل الحاضرة السلطانية وخارجها. بعضهم ادعى ذلك وسط دائرة صغيرة من خُلّانه، دون أن يخرج ادعاؤه إلى الملأ. وبعضهم جاهر بالأمر علانية، بل ونصب نفسه سلطانا، كمولاي أحمد بن محرز ابن أخ مولاي إسماعيل، الذي سارع إلى القيام بكل ما تقتضيه أصول “السلطنة”، إذ اتخذ مدينة مراكش عاصمة له، وسكن في قصر، وكون جيشا بفضل تحالفه مع زعماء قبائل الحوز.
في فاس، دق السلطان الجديد طبول الحرب وانطلق بـ”حرْكته” في اتجاه جيب تمرد الحفيد، الذي وجد نفسه، أمام قوة وعدد الجيش الزاحف، مجبرا على الاختباء وراء أسوار المدينة الحمراء. فيما قرر مولاي إسماعيل محاصرته إلى أن يستسلم.
دام الحصار شهر تقريبا، وقد كانت هذه المدة كافية حتى يغادر ابن محرز مراكش هاربا، وليدخلها مولاي إسماعيل، يوم 4 يونيو 1672، سلطانا فاتحا، مرسخا شرعيته لدى أهلها، ومؤسِسا لحكم سيستمر 55 سنة، ما يزال هو الأطول قي تاريخ السلالات المغربية الحاكمة.
بينما استمرت مغامرة ابن محرز “الحالم” بعرش مُنْفلت بين يديه، واستقر بتارودانت حيث جمع حوله مجموعة أخرى من المغامرين، قبل أن يُقتَل خلال هجوم نفذه أتباع السلطان الشرعي في عام 1687.
أي نتيجة
View All Result