أثار مشروع القانون، الذي قدمته الحكومة مطلع شهر مارس الماضي لتقنين القنب الهندي أو الكيف، جدلا واسعا داخل المجتمع بين موافق ومعارض، بين من يحمل معطف السياسة ومن يرتدي جلباب الدين ومن يرتاد مختبرات العلم. “زمان” تستعرض، في ملفها الشهري الذي تقترحه عليكم، حكاية هذه النبتة ”السحرية” التي قسمت المغاربة دائما بين محرم لها، مستندا إلى ما أفتى به بعض الفقهاء اجتهادا في غياب نص واضح، على اعتبار أن ظهور الكيف جاء متأخرا عن بدايات الإسلام، وبين من يرى فيها مادة قد تصلح كوصفة علاجية، أو قد تساعد على السكينة والانتشاء. فما هي جذور قبيلة كتامة التي استقرت بالمنطقة، وكانت تتعاطى هذه النبتة؟ وكيف تعايش المخزن معها ومع متعاطيها من أصحاب ”السبسي “و”الشقف”؟ وكيف استغلتها سلطات الحمايتين لتهدئة عدد من قبائل الريف؟ وما هو موقف الفقهاء ورجال الحركة الوطنية حياله؟
ارتبطت علاقة عدد كبير من المغاربة بالكيف من خلال مستهلكيه. مدخن الكيف شخص مُنْزَوٍ، لا يخالط الناس، لا يتكلم كثيرا، وغالبا ما لا نعرف حقيقة نواياه. هذه إحدى الصور النمطية المنتشرة عند عامة الناس، وخصوصا في الأوساط الميسورة والتي تسمى، وفق مفهوم شائع، بالبورجوازية. لا يمكن تصور مدخن الكيف دون استحضار تلك الصورة حيث بيده اليمنى الغليون المغربي وباليسرى كأس شاي في قعره يكاد يتجمد عصير الشاي الذي يرتشفه، باقتصاد كبير، كلما ارتشف دخان العشب. وعلى الرغم من أن مدخني الكيف غالبا ما يكونون هادئين يتحدثون بصوت خفيض لا يجادلون، بل إن بعضا منهم من يتلفظ بحكم، قلما نجدها حتى عند أولئك الذين يتصفون بالورع، فإن صورة العنف تلازمهم، والتهيب من معاشرتهم يكاد يكون عند كافة طبقات المجتمع.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 90 من مجلتكم «زمان»