حلت أم كلثوم بالمغرب يوم 29 فبراير 1968، وأحيت ثلاث حفلات كانت من أنجح السهرات داخل وخارج مصر. هنا كواليس حضور “الست” إلى المملكة.
مرت خمسون سنة علي زيارة أم كلثوم للمغرب… وما يزال سائدا في بعض الأوساط المعنية أن جهة رسمية هي من قامت بتنظيم تلك الزيارة. وللحقيقة وللتاريخ، وبعد نصف قرن عن هذا الحدث الفني الذي لم يعرف المغرب له مثيل، كما ذكرني أحد الأصدقاء القدامى الأخ عبد اللطيف الزيات الذي عرفته بالقاهرة أواخر ستينات من القرن الماضي، أقول إني كنت صاحب فكرة تنظيم تلك الزيارة، وأنا من اقترحت تاريخ قدومها ومكان غنائها وعدد الحفلات وأثمنة التذاكر، وأكثر من كل هذا، أني أنا من اختار الأغاني الستة التي أدتها السيدة أم كلثوم (مع استثناء مبرر سأوضحه لاحقا).
شركة فرنسية كوسيط
في شهر شتنبر 1967، كنت في طريقي الى اليونان لحضور مؤتمر ضمن وفد مغربي، حيت كنت أعمل آنذاك كمهندس دراسات بوزارة الصناعة. لم تكن هناك رحلات مباشرة بين الدار البيضاء وأثينا. فكان علي أن أمر عبر باريس وأن أقضي بها الليلة. وقبل توجهي الى مطار أورلي لمتابعة رحلتي، التقيت بالمغفور له الطيب بنعيش في مقهى السلام (Café de la Paix)، وكان رفقته السيد فرنا لمبروزو الذي سبق أن تعرفت عليه بالمغرب خلال زياراته المتكررة لقضاء عطله، إما بالرباط وإما بطنجة. السيد لمبروزو هذا، هو يهودي فرنسي الجنسية من مواليد الإسكندرية، كان يدير إحدى أكبر الشركات المنظمة للحفلات بفرنسا، وكانت تحمل اسمه. وكان كلما مررت بباريس، يمدني بتذاكر مجانية لحضور حفلات غنائية أو استعراضية أو مسرحية.
إدريس الكتاني
تتمة الملف تجدونها في العدد 53 من مجلتكم «زمان»